الرجولة، الشهامة، الإقدام، الوفاء، المحبة الصدق، البراءة.. هناك من يحاول أن يمحو كل هذه المفردات من قاموس انتمائنا لقيمنا الأصيلة، بعد أن أخذت كثير من السلوكيات بالانسلاخ عن قيم مجتمعنا لتحل محلها مفردات بديلة تأخذ طابع التقليد للثقافة الغربية بكل ابعادها المنحرفة، فكثرت التقليعات الغربية الزاحفة إلينا بكل تيارات الخداع وبكل أساليب الترغيب التي ترتكز على بريق الحياة الغربية. ان تداعيات البطالة وظروف الفقر والعوز، واستشراء الفساد السياسي والاجتماعي، وتفاقم مشكلات الشباب، قد ساهم في انتشار ظواهر العنف مما اعطى انطباعا عاما لدى الشباب بأنه جيل مغبون، وان دورهم في المجتمع مهمش وملغٍ، وان هناك من يسعى لتعطيله. ولعل الدور الخطير الذي تلعبه بعض الفضائيات في افسادها عقول الشباب من خلال اختراق العقل العربي وضرب الثقافة العربية الاسلامية في مقتل منها بتبنيها منهج تسويق الرذيلة وافساد الذوق العام ببثها وترويجها لثقافة العري بكل ما اوتيت من حماس وامكانات واستثمارات هائلة بمجال المتعة والترفيه التي تعتمد على الإثارة ومداعبة عزائز العقل العربي وعدم تقديم ما يمكن ان يخدم مخزونه المعرفي أو ما يحرضه على التفكير والابداع. وبالرغم من كبر حجم المسؤولية التي تقع على عاتق الشباب في تنمية المجتمع إلا ان هناك تقصيراً واضحاً جراء عدم استقطابهم للعمل التطوعي الذي من شأنه ان يسهل من عملية اندماجهم وتصالحهم مع مجتمعهم. وبالتالي، حتى لا يشعر الشباب بالغربة عنه، فلقد اثبتت الدراسات أن انخراط الشباب في الحياة الاجتماعية، يحد من تأثر الفكر الارهابي المتطرف على عقولهم وطريقة تفكيرهم، لأن العمل السياسي يعمق قيم الولاء والانتماء، وينمي الايمان بالقيم والأخلاق. شبابنا أخذت تضمحل فيه روح الشباب وهم ربما لا يدركون أن الهدف من وراء كل ذلك أن نقيم على مشروع "رجال الغد" مأتماً وعويلاً. مدير عام وزارة التخطيط / متقاعد فاكس: 6658393