كل عام وأنتم بخير فقد رحل عام هجري طوى صفحاته، وبدأ عام جديد اللهم اجعله عام خير وفلاح تتحقق فيه الأمنيات الطيبة والأماني الخيرة لهذا الوطن العزيز مملكة الخير بقيادة خادم الحرمين الشريفين شفاه الله ورده إلينا سالما غانما بموفور الصحة والعافية، وعضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز حفظهم الله جميعا وأدامهم لنا. لقد عشنا أياما مباركة في موسم الحج ونحمد الله العلي القدير على توفيقه وسداده للجهود الكبيرة والمخلصة لهذا البلد الطيب حيث أدى حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم شعائرهم بكل يسر وسهولة وأمن وأمان واطمئنان تحفهم عناية الرحمن ثم الخطط التي تم تنفيذها بكل دقة وخبرة وتفانٍ من رجال الأمن والقطاعات العسكرية والمدنية كافة من أبناء هذه البلاد، والمشاريع الكبيرة ومنظومة الخدمات المتكاملة، ومرافق عامة استراتيجية من طرق ومواصلات والسكن المريح، والجهود مستمرة حتى اكتمال عودة ضيوف الرحمن إلى بلادهم سالمين غانمين بالحج المبرور والذنب المغفور بإذنه تعالى، لتبدأ بعد أسابيع مواسم العمرة وسط استعدادات لا تتوقف والمشاريع القائمة والجديدة القادمة بإذنه شاء الله. وما يثلج صدورنا أيضا التطور الكبير للاعلام السعودي وحرصه على التغطية المباشرة لشعائر الحج كل عام والنقل المباشر للصلوات من الحرمين الشريفين، وهذا البث الحي خاصة من التلفزيون السعودي وكذا الاذاعة يصل ولله الحمد الى كل اصقاع الأرض تطمئن الشعوب على حجاجها، وتتعلق قلوب وأنظار مئات الملايين من المسلمين بأقدس البقاع يتوقون شوقا لرحلة إيمانية يرجون فيها رحمة من الله ومغفرة، وما هيأته المملكة من كل سبل الراحة والاطمئنان. فمما لاشك فيه أن هذه الانجازات الاعلامية جمعت افئدة نحو ملياري مسلم، من خلال البث المباشر للشعائر والأذان والصلاة، وفي نفس الوقت يمثل اطلالة لغير أبناء الأمة ومنهم من يهتدي إلى الإسلام عندما تغالبه الأسئلة والرغبة في معرفة حقيقة الدين الإسلامي الحنيف الذي يؤلف ويجمع هذه الحشود الهائلة في الرحاب الطاهرة وتكون الهداية للكثيرين من غير المسلمين، رغم ما يثار في الإعلام المعادي والمحرض على الكراهية في كثير من دول العالم، والفضل في هذا الارتباط بين أبناء الأمة بكل لغاتهم يعود بعد الله تعالى إلى هذا البلد الطيب وقيادته الحكيمة وفقها الله وجزاها عن الإسلام والمسلمين كل خير ولرسالة الاعلام السعودي الذي يعكس مكانة المملكة وماشرفها الله تعالى به. وعودة على بدء أهنئ الجميع بالعام الهجري الجديد وذكرى الهجرة النبوية والتي فرّق بها الله تعالى بين الحق والباطل لتنطلق دعوة الحق من الرحاب الطاهرة إلى أصقاع الأرض، وحري بنا في هذه المناسبة أن نستلهم دروس الهجرة النبوية ومعانيها وأن يكون العام الجديد كله خير وأن نحاسب النفس، فالأعمار خزائن للأعمال فلننظر في صحائف أيامنا التي خلت ونتدبر أعمالنا في الحاضر والقادم من الأيام. أسأل الله تعالى الرشاد وأن يجنبنا الغفلة وأن يرزقنا الحق والخير. قال تعالى " والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون" صدق الله العظيم . وكل عام وانتم بخير. مكةالمكرمة ج: 0505508362