مازلت أذكر ذاك المساء الذي ألقى بظلاله السوداء علينا عندما توفي الرئيس ياسر عرفات شعرت بحزن كاد يفتك بي لم أشعر بمثله إلا عند وفاة والدي رحمه الله كنت أشعر دائما أن هناك رجلاً يقبع في فلسطين يحرس الوطن وهو محاصر ونحن ننتظر ماذا سيحدث هل سنعود ذات يوم للوطن؟ كنت أشعر بأن لي أبوين أبو عمار وأبو رزق والدي أصبت بصدمة عندما رحل مزقت قلبي وبعثرت حلم العودة تشبثت بوالدي وكنت أبكي بشدة في حضنه وأردد خلصت الحكاية يابا راح الختيار وكلما اقتربت ذكرى سنوية لرحيله يتجدد الحزن وينغرس القهر في رحم ذاكرتي ويتكاثر الشوق لذاك الرجل العظيم الذي مد غصن الزيتون وباع حريته لأجل وطنه ولايزال لغز رحيله يضع علامة استفهام كبيرة أمام كل فلسطيني كم أشتاق لضحكته وصوته وعزمه وكوفيته رحل الرمز كما رحل فيصل الحسيني وغسان كنفاني وناجي العلي ومحمود درويش وكل من سطروا على طريقتهم تاريخ ذاك الوطن العظيم الذي يتكاثر حنيني إليه في كل لحظة