في شهر رمضان المبارك تصفد الشياطين ولذلك سعى كبيرهم الى الاستنجاد بالمفلوتين من شياطين الإنس، فبعث من أتباعه ليقابل أحد المفلوتين من شياطين الإنس، وعندما قابله تبسم المصفد في وجه الملفوت وقال له : كما تعلم ويعلم معك كل ابناء الأمة الإسلامية في أنحاء المعمورة ان القيود سوف توضع في أعناقنا وفي ارجلنا من بداية شهر رمضان حتى نهايته ونصبح عاجزين عن فتنة واغواء أبناء أدم من المسلمين، وفي كل عام وقبل بداية هذا الشهر يجتمع بنا رئيسنا المصفد مثلنا لنفكر سويا فيما نفعله حيال هذه المدة التي لا نستطيع فيها القيام بواجبنا كوننا مصفدين، ونخاف أن يذهب كل ما عملناه مع من اتبعنا من ابناء المسلمين من نهاية شهر رمضان للعام الفائت حتى بدايته لهذا العام ، نخاف أن يذهب هباء منثورا !! فنجدهم بعد اخلاء سبيلنا في اول شهر شوال القادم وقد تركوا الكذب والاحتيال والنفاق والرياء والحسد والسرقة التي يتفنون فيها بطرق عديدة و"الهشك بشك"، فإذا اصبحت احوالهم كلها سليمة ملتزمة بالدين والخلق فإن دورنا بعد ذلك سوف يكون صعبا جداً بعد اطلاق سراحنا لأنهم سوف يلعنوننا صباحا ومساءً وليلا ونهارا، وسوف نسمع منهم كل أنواع الشتم . فماذا لديك يا أيها المفلوت أنت ومن معك من المفلوتين من شياطين الانس لمساعدتنا على استمرار دورنا في نشر الضلال والاهواء؟ فقال المفلوت : لا تخافوا لقد اعددنا العدة ووضعنا خططاً تكفي لتغطية جميع ساعات أيام وليالي شهر رمضان، فقال المصفد هل لك ان تشرح لي تلك الخطط يا أيها المفلوت، فيجيبه المفلوت: نعم إنها خطط متعوب عليها! سوف نبدأ في تنفيذها مع اول طلقة مدفع تثبت دخول شهر رمضان ، وهي على شقين ، شق ليلي والاخر نهاري، الشق الليلي يبدأ بعد فكوك الريق مباشرة، معتمدين على الفضائيات المنتشرة واوعزنا للفنانين والفنانات وشجعنا اصحاب الكلمات والروايات الحلوة والالحان الرائعة والقصص الممتعة المسلية، واخترنا الافضل في الكلمات والالحان والقصص، واعتمدنا في ذلك على العنصر الجذاب النسائي الجميل للقيام بالأدوار المطلوبة ، كلٌ في ماهو مطلوب منه حتى الساعة السادسة صباحا وأحياناً للساعة الثامنة صباحاً . فيقول المصفد وماذا عن صلاة الصبح؟ فيرد عليه المفلوت: من يشاهد الافلام المخصصة في تلك الساعة ويجلس امام الفضائيات ينسى كل شيء، فيبتسم المصفد ويردد: هائل هائل!! فكرة غابت علينا نحن المصدفين، ولن نسمعها من قبل، وبعدها يسأل المصفد المفلوت عن الوضع في النهار فيقول المفلوت إن من يشاهد هذا الكم الهائل من الافلام والغناء والقصص والروايات حتى الصباح من الصعب عليه ان يؤدي اي عبادة في النهار لانه منهك وحتى لو فاق من منامه ، فإننا أخذنا في الحسبان ذلك ووضعنا خططاً هي الاخرى لا تقل مكراً عما هو موجود في المساء، فخذ على سبيل المثال هناك أفلام تعرض من الساعة العاشرة صباحا تحتوى على قصص وروايات ، وهناك مباريات عالمية نختارها ، ونركز على الروايات في العصر الجاهلي . وروايات اخرى في العهد الإسلامي نعرضها على اساس أنها "دينية" ولكن كما ذكرت لك نختار لها أجمل الممثلات ونلبسهم اجمل الثياب وبالالوان الجذابة، ولا اخفي عليك وعلى اصحابك المصفدين أننا في كل عام نأتي بالجديد ولا نكتفي بالخطة السابقة لأن هذا الشهر يعد من افضل الشهور التي تعتمد عليها الفضائيات في الكسب عن طريق الروايات والحكايات والتمثليات وخيمات الطرب والمسابقات، وكما ذكرت لك يا أيها المصفد انه لو قسمت ساعات مانعرضه على الصائم في اليوم الواحد لما وجد دقيقة واحدة لذكر الله وازيدك على الشعر بيتاً أن من علامات تحقيق ما نصبو إليه من تلك الخطط فإن العديد من الصائمين يتشاجرون فيما بينهم خصوصا قبل الافطار فهذا يشتم هذا وذاك يضرب والأخير ينعل، اضافة الى ان بعض من يقود سيارته قبل مدفع الافطار يقودها بسرعة مائتي كيلو متر ويدهس المارة ويحولهم الى حطام وهذا مالا يطيقه اكبر شيطان حتى لو لم يكن مصفدا بالأغلال!. وهنا ترتفع من المصفد ضحكة كبيرة جدا تبين انه مرتاح ، فيقول للمفلوت : الان الان نحن فخورون بكم ولم نعد نخاف من تعطل درونا في هذا الشهر مادام دوركم كما ذكرت ولاأخفي عليك ان لدي تعليمات بأن نكون قريبين منكم قبل شهر رمضان مستعدين لتنفيذ كل طلباتكم وتقديم العون والمشورة لكم ، ولكن بعد ما سمعته منك اقول انكم قمتم بالدور الذي تريده مردة الشياطين وزيادة وسوف انقل شعوري وفرحتي الى رئيسنا وأقول له ماسمعت. وعندما يقابل المصفد الرئيس يقول له : لقد خططوا لما هو مطلوب وزيادة ولا يحتاجون لنا وهذا العمل الذي سيقومون به في شهر رمضان كاف ووافٍ ومن صنع ايديهم ولا ادعي انني قد قمت بتقديم أية مشورة، لا تخطيط ولا تنفيذ، وثق يا ريس إننا سوف نستقبل ضحايا شياطين الإنس بعد الشهر ونتعامل معهم كأنه لم يمر عليهم شهر رمضان، وفي النهاية نحن بريئون مما يفعلون !!