تحتفل اليمن الموحدة بمرور عشرين عام على قيامها واستمرارها. في التاريخ القديم كانت هناك فترات تتحد فيها اليمن مع اطراف مترامية من الجزيرة حتى ما نعرفه اليوم بحدود غزة في فلسطين. وتنكمش احيانا بحيث تصير مزقا وقبائل وقرى بعدد لا يحصى من التكوينات والمشيخات والسلطنات والإمارات. فقط منذ عام 1967م نشأت فيها دويلتين هما التي اتحدتا عام 1990م لتصبحا دولة واحدة. خلال العشرين عاما الماضية كنا شهودا على مراحل تطور تاريخية تحتاج جهودا كبيرة لرصدها وتحليل ابعادها على نحو منصف وسليم. فمن ناحية تزايد السكان وخاصة شريحة الشباب الى درجة كبيرة حيث أن ثلاثة ارباع سكان اليمن اليوم هم أقل من خمسة وعشرين عاما. أي أن اليمن اليوم أمة شابة نصف سكانها اطفال وربعهم في سن الشباب وربع واحد أعمارهم فوق ذلك. وهذه النسبة العالية من الصغار هي التي يتربص بها مصير البطالة والبحث الصعب عن مصدر رزق. ومن ناحية ثانية عصفت بالمنطقة والعالم أعاصير سياسية واقتصادية مختلفة جعلت اليمن مرغمة تصبح تحت العين والبصر لأجهزة الأقمار التجسسية واجهزة التدخل الدولي لمكافحة الارهاب او مكافحة القرصنة أو مكافحة الفقر. الاحتفال المتوجس: ويوم غد السبت تحتفل المدن واجهزة الاعلام كل على طريقته بالعيد العشريني. الشوارع مزينة بالرايات على نحو مبالغ فيه يثير التوجس. وقانون تنظيم استخدام العلم الوطني قد واجه عاصفة من الرفض داخل اروقة البرلمان ليس لمضمونه بل لاشكاليات ترتبط بالزمن الذي تم تقديمه فيها. والموظفين سعداء بيوم عطلة يتم ضمه الى الخميس والجمعة للإنهماك مع الأبناء والبنات في المراجعة والمذاكرة للإمتحانات. مدينة تعز المعروفة بالمدينة الحالمة والتي كانت حتى مطلع الستينات هي العاصمة للجزء الأكبر من اليمن، هي اليوم الموقع الذي سيتم فيه الاحتفال الرسمي. الشوارع صارت ملونة بالاشارات المرورية على الارصفة واعمدة الانارة تمثل موقعا طيبا للوحات القماشية التي تهنئ وترحب بالمناسبة وتعلن عن اصحابها من ممولين لهذه اللوحات أو خطاطين. والرايات بالطول وبالعرض على السطوح وفوق بوابات المحلات التجارية وعلى شكل احزمة لمعظم المباني الحكومية. إنه عيد يحاول فيه الجميع تأكيد موقف أو نفي تهمة، عيد وحدة اليمن العشريني مختلف عن اعياده السابقة، وله مذاق خاص وجفاف خفيف في الالسنة لتخترق الاسماع خطابات حماسية أقل مودة واكثر انفعالا. . إنه عيد صعب بكل ما تعنيه الكلمة. [email protected]