لا تزال عمليات ختان الإناث تتم بشكل كبير وعلى نطاق واسع في عدة دول عربية وأفريقية على الرغم من الحملات التي تطلقها جمعيات حقوق المرأة من أجل القضاء على تلك العادة الضارة والتي أثبت العلم الحديث مدى تأثيرها السلبي على الفتاة نفسياً وعضوياً. وقد أثبتت دراسة صادرة عن منظمة الصحة العالمية أن الفتيات اللواتي خضعن لعملية الختان هن الأكثر عرضة لصعوبات أثناء الولادة، كما أن أطفالهن مهددون أكثر من غيرهم بالموت. وأشارت الدراسة إلى أن الفتيات اللواتي خضعن للختان الحاد يكون خطر الولادة القيصرية لديهن بمعدل 30 في المائة أكثر مقارنة مع اللواتي سلمن من الخضوع لأية عملية ختان. وقد طالب العديد من الشباب على موقع التواصل الاجتماعي بوضع حد لمثل هذه العادة التي مازالت الكثير من المجتمعات تعتقد أنها هي السبيل للحفاظ على المرأة من الانحراف؛ الأمر الذي دفع ببعض النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك « لتأسيس صفحة بعنوان «ختان الإناث وأضراره» ووجهت مؤسسة الصفحة دعوة لكافة المجتمعات العربية بإعادة النظر في عملية ختان الإناث رافعة شعار «دعوها تنمو سليمة هي خلقت سليمة دون عيوب». وأكدت على أن ظاهرة الختان لها آثار نفسية تتركها على الفتاة طوال عمرها جراء الإهانة والطريقة الوحشية التي تتم بها إضافة إلى أضرارها العضوية المستقبلية كالاحتقان البولي والالتهابات والروح المزمنة والتهابات الحلى واحتقان الحوض والالتصاقات التي ينتج عنها أحياناً انسداد قناة فالوب ومن ثم العقم. وقد تضامن رواد موقع «تويتر» مع نظرائهم على «فيس بوك» وأكدوا عبر العديد من التغريدات رفضهم لأي عادة دخيلة على المجتمعات من شانها أن تضر بالفتاة العربية أو تنتقص من قدرها وكرامتها. وأكد «Ibrahim Makke « على أن ختان البنات لم يكن في يوم من الأيام دليلاً على العفة وعدم الختان لم يكن دليلاً على الفجور معتبراً الاعتقاد في أن الختان عفة للفتاة هو إهانة كبيرة وانتقاص من قدرها. وقالت «Dina Ferg»: «ختان البنات عادة اجتماعية إجرامية منذ 5000 سنة والستات هي اللي بتمارسها ومافيش طبقة بتنجو منها في كثير من المجتمعات والموضوع معقد ومحتاج مجهود». ورأى «Mamdouh Jalal» أن ختان البنات جريمة تُرتكب باسم الدين والشريعة لافتاً إلى أن الادعاء بأن الإسلام يدعو للختان ثبت عدم صحته، وطالب باتخاذ كافة التدابير التي تعمل على تغيير ثقافة المجتمع تجاه هذه العادة التي لا أصل لها في الدين، مؤكداً أن القانون وحده لا يمكن أن يحمي الفتاة من مثل هذه السلوكيات.