أتابع وبكل تقدير جهود بعض الجهات المتميزة من مؤسسات، وهيئات حكومية، وأعرف أن وراء هذا العمل فريق عمل متكامل يسعى، ويبذل الجهد الكبير لأداء الأمانة، والارتقاء بالعمل، وتطوير أسلوبه، وأدواته، وأحسب أن وكالة الضمان الاجتماعي ليست متميزة على مستوى وزارة الشؤون الاجتماعية فحسب، بل هي متميزة على المستوى العام للأجهزة الحكومية. وأي فريق عمل ناجح بحاجة إلى قائد يقود دفة العمل على الوجه الأكمل، وذلك ما أسهم في بروز وتميز وكالة الضمان الاجتماعي التي يقود دفتها "مواطن مخلص"، وليس "مسؤولاً برتبة وكيل وزارة"، هذا الرجل البعيد عن الأنظار والإعلام هو سعادة الأستاذ محمد بن عبدالله العقلا، الذي أُحسن اختياره وانتقاؤه من معهد الإدارة العامة، فلم يخيب ظن من اختاروه ورشحوه، ولا ظن المواطنين والمواطنات "البؤساء"، وأصحاب الظروف الخاصة من مستحقي الضمان الاجتماعي. هذا الرجل لم ينتظر المواطن والمواطنة في مكتبه أو مكتب الضمان الاجتماعي يطلبون المساعدة، بل عمل على الوصول إلى الفقير المتعفف في منزله، وقد تم عقد ملتقى بهذا الشأن نظمته الوكالة وشارك فيه مجموعة من الباحثين والجهات ذات العلاقة وعقد بمدينة الرياض، ولم يتوقف الأمر أيضاً عند حدود الدعم المالي فقط، بل قدم الضمان الاجتماعي معونات لشراء قوارب أسماك ، وشراء مكائن خياطة، وكثير من المشروعات ضمن نطاق ما يسمى بالأسرة المنتجة، وشمل الدعم النساء والرجال على حد سواء. وتحقيقاً لكرامة المواطن المحتاج، أو المواطنة المحتاجة، تم صرف بطاقات لمستحقي الضمان، بدلاً من المواقف المحرجة لهم حينما كانوا يصفون "طوابير طويلة" بانتظار صرف معوناتهم، وأصبح المستحق يتجه للصراف الآلي للبنوك مباشرة، والأجمل من ذلك والأفضل هو التعرف على المستحقين الفعليين، وإخراج "الجشعين والطماعين" وقد استطاع الضمان الاجتماعي بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وبالبحث الدقيق إثبات يسرهم وغناهم، ولكنهم كانوا يضايقون المستحقين، علاوة على ما كان يحدث سابقاً حينما كان التوثيق يدوياً، بأن هناك من يستلم معونات في أكثر من مكتب. والضمان كما سمعت لن يتوقف عند حدود ما قدم، بل لديه أجندة كبيرة وممتلئة من الأعمال الإيجابية التي تصب في خانة المستحق، وقد جندت الوكالة باحثيها وموظفيها من خلال أكثر من تسعين مكتباً موزعة في مناطق المملكة على تحقيق توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، في تحقيق الرفاهية والرخاء لكافة المواطنين بلا استثناء. إن وكالة الضمان الاجتماعي المتميزة فعلاً في وزارة الشؤون الاجتماعية، لم تنل نصيبها إعلامياً لعدة أسباب، من بينها وهي الأهم أنها تهتم بشريحة "مكسورة الخاطر"، وليس لديهم صوت إعلامي كجهة خدمية تخدم "الكبار" ، فيسعى البعض لإرضائهم، وإظهار جهودهم، وكم نحن بحاجة إلى شجاعة أدبية لنثني على المحسنين والمجيدين من ذوي الأمانة والقوة، ونتجنب تضخيم بعض الجهات والمسؤولين الذين لا يقدمون شيئاً سوى خدمة الصوت الإعلامي فقط.