جيلي عرف "الحلقة" عندما كان آباؤنا يرحمهم الله يحرصون على أن نكون معهم كل اسبوع نحمل "الزنبيل" ونسير خلفهم حتى الذين كان لديهم من عرفوا تلك الفترة ب "الصبيان" للمساعدة في حمل "المقاضي" من خضار ولحوم وفواكه الا أن الأب قبل اربعة عقود كان يهتم بأن يرافقه ابنه ليقف على أحسن اصناف "البامية" و"الدبة" والباذنجان واصناف العنب والتفاح وامام الجزار يُشاهد الاجزاء المهمة من الذبيحة وتسمع الوالد يقوم بالدور التربوي التعليمي ويسأل عن الاسعار من أكثر من بائع و"مبسط" ويشتري من الجيد والأفضل سعراً، ونشأنا نعرف افضل أنواع الخضار والفاكهة بل واسماء المدن والقرى التي ترد منها إلى مكةالمكرمة. سوق المعلا كان السوق الرئيسي في مكةالمكرمة.. السوق الأكبر "سوق المعلا" في الطريق الى المسجد الحرام بجوار مبنى البريد المركزي الآن هذا السوق الذي يعد السوق الأكبر على مستوى مكة اذ يجد المتسوق فيه كل اصناف الاكل والطعام فطوراً وغداء وعشاء واشتهرت بعض الاسماء التي مازال بعضها للآن "فول الحجازي" و"كبدة عم حامد" و"كعك وشريك العزب" "وعيش الغربي" وفي فترة لم نحضرها يقال ان المنطقة تفوق فيها العم عبدالتواب والد زميلنا الصحفي عبدالله حسنين في بيع الفول وغيره من الاسماء .. في هذا السوق وفي الواجهة الرئيسية ترى العم "عبده وزان" عم الدكتور عدنان وزان يجلس على كرسيه لبيع "الجبن البلدي" وبجواره او بالقرب منه "ال النحاس" والذين تقوم تجارتهم على عمل اواني النحاس وتنظيفها "والخبيري" للحب واصناف الحبوب الأخرى. وفي نفس المنطقة بدأ العم صدقة ابو نار الذي مازال ابناؤه واحفاده إلى الآن وبالقرب من هذه المحلات يجلس العم "ابو زبيبة" العطار والعطارون من ال "صبغة" في هذا السوق العجيب يباع الفول - المقلية - المقادم - السمن - العسل - البيض - انواع الخبز - الكباب واشتهر في السوق "عبدالله شنطة" ومحمد لحم - الكباب الميرو وعُرف به الحربي والد رمزي الذي مازال له محل في المعابدة للميرو والزلطة وخلف السوق من جهة "النقا" توجد محلات البيع بالجملة لكل الاحتياجات المنزلية وخان "اللحم" عبدالله ميرة - غانم سروجي يرحمه الله ومازال محله لليوم - محلات بيع الفواكه والخضار والحبوب وغيرها.. "الجميزة" على امتداد سوق المعلا وتحديداً في الطريق الى قصر "السقاف" وعلى جانبي الطريق وعلى مدى سنوات طويلة بقيت محلات تجارية تبيع كل انواع الاحتياجات المنزلية اشتهر منها "باسنبل" وغيره ولا تزال لليوم رغم ازالة محلات الجانب الايمن من السوق قبل فترة قريبة. ومازالت هذه الأسواق شاهدة عصر رغم انتشار المحلات التجارية في كل الأحياء واكثرها يقدم كل انواع الاحتياجات المنزلية الا ان سوق المعلا - المعابدة تظل صاحبة السبق واول الاسواق في مكةالمكرمة الى جانب المدعى والدودرية والتي بقيت عشرات السنوات وازيلت مؤخراً قبل اشهر في التوسعة الاخيرة لساحات المسجد الحرام وان تخصصت المدعى في المكسرات أو ما يعرف ب "النُقل" وبيع الملابس وهدايا الحجاج .. اما جيل العقود الثلاثة الاخيرة فقد اتجه للمحلات والمراكز الجديدة وتوقف الآباء عن الدور القديم في التعليم للابناء وطغت ثقافة المحلات والماركات العالمية على المعلاة والمدعى .. يمكن ان يكون لكل زمان ابناؤه وظروفه وهكذا هي الحياة وتبقى الذكريات في النظر الى ما بقي من هذه المحلات والرموز والمواقع حتى تبتلعها الايام فلا يبقى لها وجود.