تظل العلاقة التي تربط الإنسان بالظروف المحيطة به علاقة تكوين نفسي وبناء حسي أكثر من كونها واقع ملموس أو حتى فكري!! فالنفس البشرية كتلة من المشاعر والأحاسيس الروحية وسلوكياتها تجسد الشعور بالرضا أو السخط وتشرح تفاصيل الأعماق الإنسانية.. المسلسل الخاص جدا الذي يُعرض حاليا على إحدى القنوات الفضائية التي ساهمت في إنتاجه لقناعتها الأكيدة بأهمية الأفكار المطروحة وإيمانها بالقضايا النفسية الأقرب إلى الحقائق المعنوية.. بدلاً من تبني الفضائيات الأخرى المسلسلات الساذجة والسخافات الغير منطقية والموضوعات السطحية والكوميديا التافهة.. تدور أحداث المسلسل حول طبيبة نفسية تساعد الآخرين ليساعدوا أنفسهم ، بالإقناع تضمد جراحاتهم وبالمنطق يتخطون أزماتهم ، وبالحكمة يكتسبون القدرة على التكيف في حياتهم ، وبالإيمان يتجاوزن عقباتهم وبالفعل كان الإفصاح عن مكنونات ذواتهم مخرجاً خفف من اضطرابهم وعالج الكثير من الأمراض العضوية التي كان أساسها الألم النفسي.. لقد كانت نقطة الالتقاء في جميع المشكلات التي تمت معالجتها في بالرغم من اختلاف أبعادها إلا أنها قضايا مرتبطة ارتباطا وثيقاً بالعاطفة التي عرفها علماء النفس بأنها " استعداد وجداني مركب وتنظيم مكتسب لبعض الانفعالات نحو موقف معين تدفع صاحبها للقيام بسلوك معين " إذا عواطفنا سبباً مباشراً في الانفعالات وتزايد الضغوط فعندما نجد أنفسنا داخل دائرة مواقف معينة نشعر بعدم القدرة على الاستمرار في العيش بطريقة طبيعية و نتعرض للتوتر والقلق والمعاناة و الأرق وفقدان المتعة في كل شيء.. فالأمر عندما يتعلق بصدمة عاطفية تخترق الإحباطات جدار المناعة النفسية ويختل ميزان الصحة ويصبح الصمود حيالها مسألة غاية في الصعوبة فالشدائد تحتاج إلى القدرة على المواجهة وهي بدون الصبر واللجوء إلى الله عز وجل تعد ضربا من ضروب المستحيل!! وعليه فإن الحاجة إلى بناء علاقات اجتماعية طيبة تُبنى على الحب والتفاهم والثقة المتبادلة.. ويقول الطب النفسي كلمته في راحة البال التي تقف عند البوح بما يجول في النفس ويحاول العبث في صمام أمانها ليصبح القلب أنقى والذهن أصفى والأفق أرحب باعتبار " الفضفضة " أحد أهم وسائل الراحة النفسية فالمؤمن مرآة أخيه وشفافية تعامله في الحياة تشعره بالطمأنينة وتقوده إلى السعادة ، وتعد الصداقة أسمى معاني الصدق في علاقاتنا الشخصية وقدراتنا النفسية الباحثة عن الصحة في كل شيء ، ولا أخفيكم سرا بأن الصداقة تمثل لي طوق النجاة من الأزمات بعد التوكل على الله وتفويض الأمر له سبحانه.. قطر: من رسائل البريد قرأت لأحدهم عبارة يقول فيها: (أحيانا نخون ليس لأننا خائنون لكن البعض لا يستحق الوفاء)!! ترى هل الوفاء صفة مكتسبة من وفاء الآخرين لنا؟؟ أم قناعة نحتاج إليها من أجل البقاء فقط؟؟ أم قيم جوهرية لا يفهم معانيها سوى الأوفياء!!