* منذ سنوات ونحن نعيش "رعباً" حقيقياً وقاسياً من حالة ما وصلت إليه هذه "المدينة" الجميلة التي تغفو على شاطئها، وتغسل جدائل شعرها في هذا البحر الممتد حتى الأفق، مدينة الفرح والزهور، والتي تحولت إلى مدينة يكاد يأكلها هذا "التلوث" البيئي، والذي تؤكده تلك الدراسات التي أجريت على مائها وعلى ترابها، وقول المتخصصين الذين "بح" صوتهم وهم يشرحون لنا في كل مجلس يجمعنا بهم عن مدى خطورة وضع جدة حتى أن أحدهم قال لنا ذات مرة بأنه ليس هناك "سنتمتر واحد" غير مصاب "بالتلوث".وكانت الفاجعة الكبرى أو تأكيد ما سبق وأن ما سمعناه هو ما عرض علينا في ذات المساء حيث عرض علينا ذلك المسؤول عن البيئة تلك الصور البشعة، وقد خرجنا في تلك الليلة وكل واحد يضع يده على قلبه خشية أن يصاب بهذا "التلوث" القاتل، خصوصاً وأن الخلاص منه يحتاج إلى سنوات، هذا إذا لم يكن هذا الخلاص من المستحيلات في القضاء عليه. هذا "التلوث" الممتد على مساحة كل "المدينة"، وبهذا العنف الرهيب جعل "يتنازعني" خوف بأن هذه "الحالة" الصعبة لا يمكن القضاء عليها أبداً، حتى بدا لي بأن هذه "الرئاسة" أقل إمكانات وأقل قدرة على معالجة هكذا وضع، صحيح أنهم استطاعوا تصوير المشكلة بتلك الصور الموغلة في "العنف" إن صح التعبير لكن معالجتها وإعادة "الجو" الصحي إلى المدينة كما يجب أن يكون عليه فذلك نوع من المستحيلات، لأن أسباب ذلك التلوث لازالت قائمة وبشكل متواصل وسوف تظل إلى أن يحين الانتهاء من مشكلة مياه الصرف الصحي والتي يبدو لي أنها تحتاج إلى وقت لا نعرف مدى دقة طوله، إنها مشكلة ليست غائبة عن رؤية المسؤولين وهي تتحدانا جميعاً فمتى نعلن انتصارنا عليها؟. لكن لعل مشروعات القضاء على الاحياء العشوائية فيه بصيص امل.