تحية الإسلام هي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يحيي بها المسلم أخاه المسلم, وهي من أسس الإيمان الذي هو مفتاح الجنة، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم". وعن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن سركم أن يسل الغل من صدوركم فأفشوا السلام بينكم", وعن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت منطلق الوجه" وعن عمران بن حصين أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم (عشر). ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (عشرون). ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاثون), وتحية الإسلام هى أول كلمة دار بها الحوار بين آدم والملائكة، فقد ورد أنه لما خلق الله آدم قال له: (اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة فسلم عليهم فاستمع ما يجيبونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك)، فقال لهم: السلام عليكم، فقالت له الملائكة: وعليك السلام ورحمة الله. وكل سلام منه بعشر حسنات. قال تعالى {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}، فعلينا - نحن المسلمين - التمسك بهدي الإسلام في التحية، وهى إفشاء السلام التزاما بما ورد عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فهذه التحية أفضل وأحسن من جميع التحايا المتعارف عليها بين الأمم الأخرى، لجمال لفظها، وروعة معانيها، وحسن دلالتها مع عظم الأجر فيها. ومع بالغ الأسف زهد البعض في هذه التحية الرائعة، وتقلدوا تحايا سمجة باردة، وقد يزيد البعض عند التحية علاوة على المصافحة باليد المعانقة والتقبيل ويعتبرون ذلك من زيادة المحبة بين الناس وهذه العادة موجودة في كثير من بلدان وشعوب العالم ولا تختص بشعب أو بلد بعينه, وللناس في ذلك مذاهب شتى وعادات توارثوها، فمنهم من يقبل الرأس أو اليد أو يقبل الأنف أو يقبل الوجنتين، ومنهم من يطبع قبلته على الخدين بشفتيه, وكثير من هذه العادات خلاف المشروع بل وفي بعضها خطر صحي على حياة المتصافحين. وقد يكون الشخص مصاباً بالرشح أو الأنفلونزا وهي أقل الأمراض المعدية خطورة، ومع هذا يصر على المعانقة والتقبيل , بل ترى وتسمع التذمر من بعض الأشخاص حينما ينبهون على خطورة ما يقومون به. وقد أكدت دراسات علمية عن خطورة بعض القبلات المصاحبة للمصافحة, حددها الدكتور عادل عاشور أستاذ الأمراض الوراثية وطب الأطفال بالمركز القومي للبحوث بجمهورية مصر العربية, وأنها تتسبب في انتقال فيروسات خطيرة جدا في خمسة عشر مرضا خطيرا, ويتم انتقال الأمراض عن طريق الرذاذ والنفس واللعاب والاحتكاك الجلدي المباشر, وبين الدكتور عادل عاشور في دراسته عن أمر خطير, ومكمن الخطورة في أن بعض الأشخاص قد يكونون أصحاء إكلينيكيا أو ظاهريا ولكنهم يحملون الميكروب سواء في فترة حضانة المرض أو فترة النقاهة, ويتم التعامل معهم على أنهم أصحاء. ولقد حذرت بعض الاتحادات الكروية في عدد من البلدان الأوروبية من العناق والقبلات بين اللاعبين عقب تسجيل الأهداف مخافة انتقال بعض الأمراض والفيروسات بين اللاعبين, وحينما تفشى وباء (الكوليرا) في إحدى البلدان الإسلامية قبل أكثر من ثمانين عاماً قرر علماء هذا البلد مشروعية ترك المصافحة باليد عند اللقاء دفعاً للضرر ودرءًا للخطر عن الأنفس فقد تكون اليد ملوثة وقد تنقل العدوى وينتشر الوباء بواسطتها، فمن الواجب اتقاء ذلك بترك المصافحة لمدة معينة صيانة للأرواح وأخذا بأحد أسباب السلامة والنجاة. وإذا كانت المصافحة وهي عمل يبتغي منه الإنسان الأجر قد تقرر تركه في وقت من الأوقات حينما أصبح تطبيقه أمرا يهدد سلامة المتصافحين , فمن الأولى على الجميع ترك عادة التقبيل المزعجة والاكتفاء بالمصافحة أو العناق الأخوي، مع استثناء التقبيل على الرأس أو بين العينين للوالدين وكبار السن ونحوهم، كما يستثنى تقبيل الأولاد، وقبلات الأزواج، فهذا خارج عن موضوع المقال، وهذا يدل على مشروعية التقبيل, وعلى مشروعية السلام قولاً والمصافحة فعلاً وفي ذلك الخير والبركة وتمام الأجر في إسداء كامل السلام والرد عليه كاملاً وليس في القبلات. alomari 1420 @ yahoo. com