على النساء ألا يغتررن كثيراً بالمقولة الشائعة بأنهن أكثر أناقة ونظافة واهتماماً بالمظهر، بل ربما عليهن مراجعة هذه الأمور التي يفتخرن بها دونما أدلة علمية على صحتها. والسبب أن الباحثين من الولاياتالمتحدة يقولون في دراسة حديثة لهم إن المكاتب وما فيها، تحمل كميات كبيرة من الميكروبات تفوق تلك الموجودة على كراسي الراحة في دورات المياه! ليس هذا فحسب بل ان احتمالات وجود الميكروبات هذه على الأماكن المكتبية التي تشغلها النساء أعلى من تلك الموجودة في نفس الأماكن التي يعمل الرجال عليها، بنسبة تتجاوز الثلاثة أضعاف! وتوصل البروفسور تشارلز غيربا وزملاؤه الباحثون من جامعة أريزونا، إلى هذه النتيجة بعد إجرائهم اختبارات شملت أكثر من 100 مكتب نساء ورجال وقال البروفسور غيربا إن مما كان يُظن هو أن الرجال وأماكن وجودهم هي أكثر تلوثاً بالميكروبات، لكن الواقع أن النساء، نتيجة لتعاملهن مع الأطفال الصغار واحتفاظهن بالمأكولات على طاولات مكاتبهن، هن الأكثر تلوثاً.واستدرك الباحثون بالقول إن هذا لا يعني أن النساء لسن أكثر ترتيباً ونظافة في الظاهر من الرجال، لكنهن أكثر في حمل الأشياء الشخصية وأدوات التجميل واستخدام كريمات ترطيب البشرة، ما يجعل كل هذه الأمور عوامل تسهم في حملهن ونقلهن الميكروبات. وتحديداً قال البروفسور غيربا إن حقائب المكياج تمثل بيئة يسهل على الميكروبات استيطانها، وكذلك الحال مع الهواتف وأدراج المكاتب. لكن النتائج ليست كلها سيئة من ناحية أداء النساء في المحافظة على مستوى عال من النظافة للوقاية من التلوث بالميكروبات، إذْ أن الباحثين لاحظوا أن محفظة الرجل هي أسوأ شيء في المكتب من ناحية تراكم الميكروبات واستيطانها. والأهم من هذا الاختلاف بين الرجل والمرأة في نقاء المكتب وأجزائه من الميكروبات هو أن على أسطح المكاتب وما عليها توجد كمية من البكتيريا تفوق بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف ما هو موجود على سطح مقاعد الراحة في دورات المياه لتلك المكاتب التي شملتها الدراسة. وأكد البروفسور غيربا بأن استخدام معقمات اليدين ومعقمات أسطح المكتب يخفف إلى حد يتجاوز 25% من أعداد البكتيريا تلك. واستخدامها أكثر فاعلية من الماء والصابون، إن تم بطريقة سليمة وصحيحة، في القضاء على الميكروبات من البكتيريا العارضة أو المستوطنة وكذلك الفيروسات. لكن حينما تبدو اليدين وسخة، فإن من المنطقي غسل اليدين بالماء والصابون لإزالة الأوساخ التي لا يستطيع الكحول بذاته إزالتها.ويقول باحثو مايو كلينك إن اليدين تتجمع عليهما الميكروبات من مصادر شتى طوال اليوم، إما أثناء الملامسة المباشرة للآخرين من الناس أو لأسطح الأشياء الملوثة أو الأطعمة أو حتى الحيوانات الأليفة المنزلية أو الخارجية. ومن السهل أن ينقل الإنسان هذه الميكروبات إلى داخل جسمه أثناء ملامسة العينين أو الأنف أو الفم. وكذلك أن ينشرها على أسطح الأشياء، كمقابض الأبواب وسماعات الهاتف، لتنتقل إلى الآخرين حينما يلامسونها، أو أن ينقلها إلى الآخرين مباشرة عند ملامستهم أو مصافحتهم. وأكثر الأمراض شيوعاً بين الناس هي تلك التي تنتقل عبر ملامسة الأيدي الملوثة بالميكروبات، مثل مجموعة من أمراض الجهاز التنفسي كنزلات البرد والإنفلونزا ومجموعة من أمراض الجهاز الهضمي كالإسهال والنزلات المعوية، وأمراض أجهزة أخرى في الجسم. وتُعد إصابات كبار السن بالرشح والتهابات الرئة السبب السابع للوفيات في الولاياتالمتحدة. وموجات الإصابة بميكروبات «إي كولاي» والسالمونيلا تطال أكثر من 76 مليون شخص سنوياً في الولاياتالمتحدة وحدها فقط، لتتسبب بالتالي في وفيات أكثر من 5000 شخص سنوياً. * وقفة: يا خلود البيئة يا خالدة في قلبي: كم نحن محتاجون لكثير من الثقافة البيئية للمرأة فهي الأم المدرسة والزوجة والأخت والصديقة. [email protected] أستاذ الكيمياء المشارك بجامعه ام القرى بمكة المكرمة رئيس فرع جمعيه البيئة السعودية بمكة المكرمة