كم كان محقاً المجتمع الدولي ممثلاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما ساوي بين العنصرية والصهيونية.. وكم كان مخطئاً عندما تماهي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ووافق على إلغاء ذلك القرار الذي يقدم توصيفاً واقعياً ويعكس حقيقة عملية تتمثل في عنصرية الكيان الصهيوني الذي يعتبر عبر جميع ممارساته المعلنة والسرية أنه نموذج صارخ لآخر شكل معاصر من أشكال العنصرية البغيضة بعد القضاء علي عنصرية الأفركانات جنوب أفريقيا. إسرائيل نظام عنصري حتى النخاع وهذه العنصرية تتجسد أولاً في معاملة الإسرائيليين للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال بتلك الصورة العدوانية التي تقوم على القهر والإذلال والتجويع والمحاصرة إضافة إلي القتل المنهجي، وقد أثبتت إسرائيل عبر التاريخ القصير أنها أكثر الأنظمة بشاعة رغم ادعاءاتها بأنها واحة للديمقراطية وسط محيط من الطغيان وأثبتت بالأدلة الصارخة أن نظامها العنصري يتغذي بدماء الأبرياء، وأن الصورة التي تروج لها في الخارج هي صورة خادعة وكاذبة ومزيفة بأنها ضحية في الوقت الذي يعلم فيه العالم بأسره حقيقتها الصارخة وأكاذيبها اللعينة بأنها القاتل والجلاد. لمن يجهل حقيقة هذا الكيان الغاصب وعنصريته البغيضة عليه متابعة مشروعات القوانين التي يناقشها الكنيست هذه الأيام، حيث صادق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يقضي بفرض عقوبة السجن لمدة سنة واحدة علي كل من ينكر وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وكأن الاحتلال الجاثم فوق صدور الفلسطينيين على امتداد أكثر من 60 عاماً مجرد دعابة أو سحابة صيف سرعان ما تغيب عن واقع حياة الناس، والأدهي أن الكنيست ذاته سيناقش ثلاثة قوانين أخرى خطيرة حول منع نشاطات لإحياء ذكري النكبة الفلسطينية وقانون قسم الولاء لدولة إسرائيل كدولة يهودية وصهيونية والتعهد بالخدمة العسكرية أو المدنية مقابل الحصول على الجنسية أو بطاقة هوية. هذه القوانين المجنونة واللعينة وصفت بأنها إرهاب فكري وقال النائب جمال زحالقة التجمع الوطني : إن الوقاحة الإسرائيلية تجاوزت كل الحدود.. لقد سلبوا وطننا وهجروا أهلنا وهدموا قرانا والآن جاءوا بقانون يحرمنا صرخة الألم ويصادر الحزن والحداد .. وأكد أن الجماهير الفلسطينية في الداخل لن تخضع للقمع وستكون ردة فعلها مضاعفة في إحياء ذكرى النكبة. وقال النائب محمد بركة الجبهة الديمقراطية : إنه لم تنشأ بعد القوة التى بإمكانها أن تمنعنا من إحياء ذكرى نكبة شعبنا . وأضاف إن سن قانون كهذا ما هو إلا تعبير عن حضيض جديد لعنصرية النظام في إسرائيل . هذا هو نموذج الديمقراطية الإسرائيلية التي يتغنى بها الواهمون حيث لا تعدو أن تكون سوى إرهاب فكري ومصادرة لحق طبيعي في التعبير عن المشاعر، وما يفعله الكيان العنصري هو الاتجاه نحو فاشية جديدة تتمثل في التحكم بالأفكار ومصادرة المشاعر والانتقال من خانة الكيان العنصرية إلى خانة الدولة الفاشية وممنوع علي الفلسطينيين في ظل الاحتلال الفرح وممنوع عليهم الحزن وستتحول واحة الديمقراطية المزعومة إلى غيتو كبير يشبه معازل السود في جنوب افريقيا التي تحررت أخيراً من العنصرية . الراية القطرية