كنت أرغب حضور معرض الكتاب الدولي الذي أقيم مؤخراً بالرياض خاصة وانه تزامن في احتفالية الجنادرية لمشاهدة فعالياتها على الطبيعة اذ ليس من رأى كمن سمع " ولظروف خارجة عن الارادة لم استطع" ولكنني اخذت بعض الاخبار من بعض من حضروا، واعطاني احدهم كتابين صغيرين في الحج "كبيران في المحتوى" احدهما لمعالي الاستاذ الكبير محمد بن نصار العبودي الرحالة الذي جاب كثيراً فضاء الله الواسع . بعنوان " البرازيل" والثاني لسعادة الاستاذة الدكتورة رشاد احمد اسماعيل بعنوان "الادب في البرازيل" ووجدت في هذين الكتابين هوى في نفسي وبمطالعتمها عرفت اشياءً لم اكن اتصورها وارض الله واسعة، وكنت اظن ان شهرة البرازيل في زراعة البن والخشب الاحمر وكنت احتسي القهوة البرازيلية عندما اكون في القاهرة في ركن اسمه "المقهى البرازيلي" تحت اوتيل جران بشارع فؤاد. وهذا الفندق كان لأعوام كثيرة محط زوار القاهرة من السعوديين ويرتاده باستمرار اكثر السعوديين الذين اقاموا بالقاهرة، كذلك كان مقهى كازينو اوبرا بميدان الاوبرا وسور حديقة الازبكية حيث يجدون الكتب المستعلمة بأرخص الاثمان، ففي كتيب معالي الشيخ العبودي نقلة حضارية يتصورها القارئ فجاذبية هذا العالم الجليل تجعلك تتنقل معه الى حيث هو بالاسلوب الممتع فهو الاديب اللوذعي والفقيه المخضرم صاحب القلم المميز وفضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. من هذا الكتاب عرفت ان البرازيل بلد واسع شاسع مترامي الاطراف بعمائره الشاهقة ومساجدها بطرازها العربي الاصيل وان شعبها يألفون ويؤلفون يحسنون التعامل مع بعضهم ومع من يزورهم "يشهد بذلك كل من خالطهم وعايشهم" ولهم بالبحر ولع شديد كما هو الحال لمدينة ريميني بايطاليا وتربت البرازيل خصبة منتجة تسبح في حفرة ندية تجللها بقايا الغيم المنخفضة ، ومن بعض ما وصفه معالي الشيخ العبودي عن المدن وعن الارياف. ان قدامى سكانها في الامريكيين الاصلاء المسميين بالهنود لايسكنون بالمدن ويعيشون في الارياف في اكواخ خصصتها الحكومة لهم كيلا يزاحمهم الناس لان امور بيع وشراء الاراضي لايستغلهم فيها الاخرون وبذلك فهم حضاريون لهم طقوس وعادات يغبطهم عليها من يعيشون في المدن .. والكتاب الثاني للدكتورة رشا احمد اسماعيل شيء عن الثقافة والادب والشعر في البرازيل عرفت عنه ماكنت اجهل .. وان سكانها الاصليون هم الهنود الذين وصلوها من سيبيريا بهدف الصيد وان اول من اكتشفها كان اسبانيا .. وجاءت مؤلفة هذا الكتيب د. رشا في الاوراق الاخيرة منه بقصص وحكايات غريبة ومدهشة فيها مغزىً يؤكد أن شعب البرازيل طيب وانهم يتمتعون بالأخلاق الحسنة وطيب المعاشرة والقناعة بما هم فيه "يحسدهم عليه شعوب الدول الاسكندنافية والذين يقال عنهم انهم أرقى شعوب العالم اطلاقا. والحمد لله والشكر له ان جعل الله في مملكتنا الحرمين الشريفين وان مليكنا هو خادم الحرمين الشريفين وان حكومتنا تحكم فينا الشريعة المطهرة والسنة الشريفة - حكامنا رؤوفون بنا "يحبوننا ونحبهم" ونسأل الله ان يعز بهم الاسلام والمسلمين وان لايغير علينا .. وبالنسبة لمن هيأ الله لهم السكن "بمكة المكرمة أو بالمدينة المنورة" ان يكرمنا في التأدب لنكون اهلاً لما منحنا من شرف الجوار الغالي وان يسامحنا فيما قصرنا انه ولي ذلك والقادر عليه وهو جواد كريم . 5602500 تليفون منزل