"إن تقنية المعلومات والاتصالات وما يتعلق بها من علوم ومعارف لها اثر بالغ ودور ملموس في التنمية المستدامة فهي علوم المستقبل التي علينا أن نبرز فيها ونمسك بناصيتها حتى تتقدم بلادنا بين الأمم". كلمات سطرت بأحرف من نور قالها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عند افتتاحه للمؤتمر الدولي الأول للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد الذي عقد بقاعة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز بمركز الفيصلية بالرياض. فلقد استشرف قائد هذه البلاد وباني نهضتها المعاصرة آفاق المستقبل فأخذ بكل أسباب رقي وتقدم الأمة حتى يكون لها موقع متميز تحت الشمس ومن أجل خدمة الأجيال القادمة والأخذ بكل جديد من العلوم والأسس التقنية فلقد استعرضت في مقالتي السابقة التعليم الإلكتروني التفاعلي للمراحل الدراسية الدنيا في هذه المقالة سأتطرق إلى التعليم الجامعي الإلكتروني وأخص (التعليم عن بعدDistance Learning) .. ولهذا النوع من التعليم رؤية ورسالة وأهداف كثيرة نذكر منها : *الرؤية : صناعة التعلم للمستقبل *الرسالة :استثمار صناعات التقنية الحديثة المؤثرة في تطوير المحتوى ووسائل التعليم واستكشاف الخبرات الجديدة ورفع مستوى الوعي المجتمعي بها . أما الأهداف فهي: *التعرف على الأبعاد الأخلاقية والثقافية للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد. *استشراف آفاق التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في عصر العولمة والاقتصاد المعرفي. *التعرف على التطبيقات والتجارب في مجال التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد. *توطين صناعة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في مؤسسات التعليم العالي . *إتاحة فرص تبادل الخبرات بين المختصين والمهتمين في ميدان التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد. *تشجيع الشراكة والتعاون بين القطاعين العام والخاص في مجالات تطوير التعلم والتدريب الإلكتروني والتعليم عن بعد . *التعريف بالاتجاهات الحديثة في أسس التدريس وتطبيقاته في التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد. ومن الاتجاهات الحديثة في التعليم عن بعد الجامعة الافتراضية Virtual University و هي جامعة مكتملة التجهيزات من قاعة المحاضرات و المدرجات الجامعية و المعامل والمكتبات والأكاديميين افتراضيا و المنتسبين إليها هم آلاف من الطلاب من مختلف أنحاء العالم و يمكن لطالب في الهند و آخر في اليابان و ثالث في أمريكا الجنوبية أن يتفاعلوا مع الدكتور المحاضر في بريطانيا مباشرة عبر الشبكة العنكبوتية وبإمكان الطالب الرجوع إلى المكتبات الإلكترونية في شتى أنحاء العالم واستقاء العلوم موضوع البحث في ثوان معدودة كل هذه التقنيات وفرتها علوم التقنية والاتصالات الحديثة ولاتتطلب سوى جهاز كمبيوتر شخصي أو محمول وقد عرف هذا النوع من التعليم في التسعينيات من القرن الماضي وهناك دراسات جادة لإنشاء جامعات افتراضية في بلادنا الحبيبة في القريب العاجل إن شاء الله. ومن المآخذ على هذا النوع من التعليم: هو عدم تقبل سوق العمل لحامل هذه المؤهلات والتي يجب أن يصحح مفهومها تشجيعا للمنتسبين لمثل هذه الجامعات والأخذ بيد خريجيها و الثقة في قدراتهم و إن كانت هذه الجامعات لا تغني عن الجامعات التقليدية المتبعة حاليا فهي مكملة لبعضها البعض . حفظ الله خادم الحرمين الشريفين قائدا وراعيا وبانيا ورعى الله بلاد المقدسات منارة للعلم والإيمان. وقفة :على قدر أهل العزم تأتي العزائم