حضر صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع أمس حفل الغداء الذي أقامته قيادة المنطقة الشرقية بمقر الأسطول الشرقي بالجبيل، كما حضره معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول الركن حسين بن عبدالله القبيل، وقائد المنطقة الشرقية اللواء الركن علي بن عيسى عسيري وقائد الأسطول الشرقي اللواء البحري الركن عبدالكريم أبو العلا. وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة، حيث ألقى سموه كلمة توجيهية بمناسبة اختتام فعاليات تمرين "سيف السلام 8"، قال فيها: "يحلو لي دوماً تسمية أيام التدريب بمعركتنا السلمية وكثيراً ما رددت ذلك، لأن معركة التدريب الجاد لا تختلف كثيراً عن المعارك الحقيقية، ولا زلت مقتنعاً قناعة تامة كما أنتم كذلك بأن نقطة العرق في وقت السلم توفر قطرة الدم وقت الحرب". وأضاف: "أن يوم اختتام فعاليات التمارين، هو عرس للوطن"، مبينا أن "الوطن الذي يمتلك الطاقات والمقدرات ويقدم لنا كل يوم سجلاً حافلاً بالمنجزات، ويضم على ثراه أطهر المقدسات، ولم يبخل علينا يوماً بإعداد الإمكانات، وتجهيز المعدات، ودرسنا في أرقى المعاهد والكليات، لا شك في أن وطناً كهذا لا بد أن نفتديه بأرواحنا وكل ما ملكت يدانا". وقال سموه "إنه عرس للوطن لأننا تدربنا وتأهبنا للدفاع عنه، وعن حدوده ومياهه الإقليمية، وجزره، ومنشآته الحيوية وكافة أراضيه لمنع الأعداء من تحقيق أهدافهم العدوانية، بل وبالتلويح بشن هجمات هنا أو هناك". وأشار سموه إلى أن "هذا العام التدريبي يأتي بإنجازات تدريبية قوية وناجحة، سواء كانت تمارين داخلية أو خارجية لكسب المهارات وزيادة الخبرات سواءً كانت في الميادين أم على المشبهات"، كذلك "جاءت مشاركة الزملاء في تمرين العلم الأحمر والأخضر للقوات الجوية بالولايات المتحدةالأمريكية، وتمرين الخدمات الطبية الخليجي في الدوحة، وتمرين القوات البحرية مع القوات البحرية الباكستانية، وتمرين وحدات المظليين والقوات الخاصة بسلطنة عمان تحت مسمى الجبل12، والتمرين البحري السعودي الأمريكي اتحاد12، إضافة إلى تمرين الأسد بالمملكة الأردنية الهاشمية وغيرها". وأضاف "وعلى المستوى الداخلي فالقائمة تطول، ولكن يأتي تمرين جند الإسلام (1) والذي أقيم في المنطقة الشمالية الغربية، وشرف اختتام فعالياته صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، وتمرين القائد المتحمس مع الجانب الأمريكي في المنطقة الجنوبية، وها هو تمريننا هذا ضمن سلسلة تمارين سيف السلام". وأبان سموه "أن هذه التمارين والمناورات تأتي ضمن المسار التدريبي للعام الحالي وهي باكورة جهد مخلص من الرجال الأوفياء في جميع القوات الأربع، ممثلين في قيادة المنطقة الشرقية بوحدات وتشكيلات القوات البرية، القطاع الشرقي للقوات الجوية والأسطول الشرقي للقوات البحرية ومجموعة الدفاع الجوي الخامسة لقوات الدفاع الجوي، إضافة إلى كتيبة المشاة الآلية بلواء الملك عبدالعزيز الثاني للحرس الوطني، وقطاعات حرس الحدود والمراكز الميدانية المتخصصة مثل مديرية الدفاع المدني، وقوة أمن المنشآت بوزارة الداخلية". وأكد سمو نائب وزير الدفاع "أن خير النتائج من هذه التمارين الدروس المستفادة، وأحسن هذه الدروس هي الأخطاء لأن الأخطاء لا تجامل أحداً، بل إن مناقشتها بصراحة وجدية ومكاشفة هي السبيل الوحيد الذي يقود إلى النجاح، وأننا لن نحاسب أحداً على أخطائه في الميدان وخلال التطبيق، لأن الهدف الرئيسي من هذه التمارين هو تقويم الأخطاء لنحقق الأهداف الناجحة للوصول بقوات كفؤة ومقاتلين محترفين، أما الإيجابيات فأعرف أنكم أحسن من يعمل على تطويرها". وفي ختام كلمته نوه سموه "بالدعم غير المحدود من قبل قيادتنا الغالية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية، الذي لم يألُ جهداً في العطاء بسخاء لتبقى قواتنا المسلحة ورجالها الأوفياء كافة، في مقدمة الركب يدعمه ويسانده في ذلك صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وبمتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، الذين يشرفني أن أنقل لكم باسمهم جميعاً خالص تحياتهم، وصادق تهانيهم على هذا التميز بالختام الرائع. وقال سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز: "وفي هذه اللحظات المباركة لا يسعني إلا أن أتذكر وأشيد بكل فخر بما تحقق على يدي فقيدنا الغالي سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - مؤسس قواتنا المسلحة الحديثة على مدى خمسين عاما قضاها في خدمة دينه ومليكه ووطنه، قدم خلالها عصارة فكره وجهده ووقته للوصول بقواتنا المسلحة لما وصلت إليه الآن فنسأل الله أن يجزيه عما قدم خير الجزاء وان يتغمده بواسع رحمته". بعد ذلك تسلم سموه هدية تذكارية من قائد المنطقة الشرقية اللواء علي عسيري. وقلد سموه أثناء الحفل عدداً من ضباط القوات المسلحة من رتبة عميد إلى رتبة لواء. وفي تصريح لسموه عقب الحفل قال: "إن هذه التمارين تأتي في نهاية السنة التدريبية للقوات المسلحة حيث شملت التدريبات الجنوب والشمال وخارج المملكة وفي كل الأماكن، وكذلك هذه التدريبات المشتركة الموجودة هنا، الحقيقة أعجبت في هذا التمرين، لأن هذا التمرين واقعي يعمل على كيفية التعامل ما بين الحرس الوطني، ووحدات حرس الحدود، وحتى الدفاع المدني، والقطاعات الأخرى، ليكون أكثر واقعية، وكيفية التعامل مع الجميع، تحت قيادة موحدة في كيفية العمل الواقعي في التدريبات، في كل سيناريوهات تخطر على البال". وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع قد شهد أمس اختتام فعاليات تمرين "سيف السلام 8 " الذي تشارك فيه القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي والحرس الوطني وحرس الحدود ووحدات وزارة الداخلية، وذلك بالمنطقة الشرقية. وكان في استقبال سموه لدى وصوله لمركز القيادة المتقدم في ميدان صامت معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن حسين بن عبدالله القبيل، وقائد المنطقة الشرقية قائد تمرين "سيف السلام 8" اللواء الركن علي عسيري. وفور وصول سموه صافح أركانات التمرين. بعد ذلك ألقى اللواء الركن عسيري كلمة رحب فيها بسمو الأمير خالد بن سلطان، شاكرا مشاركة سموه اختتام فعاليات تمرين سيف السلام، مؤكدا أن ذلك يأتي ضمن حرص سموه واهتمامه ومتابعته للقوات المسلحة في كافة المجالات. ثم قدم ركن عمليات التمرين اللواء الركن مستور الأحمري إيجازا عن التمرين والمراحل التي مر فيها، مشتملة على الفعل وردة الفعل من القوات المشاركة، بما يحاكي الواقع في ظل الظروف الصحراوية القاسية لتعويد المقاتل السعودي واختباره على قوة التحمل. وأوضح اللواء الأحمري أنه استخدم في تنفيذ التمرين نظام سي 2 لنقل الأحداث ما بين ميدان التمرين (صامت) ومركز عمليات الدفاع الوطني بالرياض لسرعة تحرير المعلومات والأحداث بالصوت والصورة، مشيرا إلى أن التمرين اشتمل على عمليات قتالية مختلفة تحاكي الواقع لصد أي هجوم بري أو بحري أو جوي أو أي عمليات محتملة أخرى. عقب ذلك توجه سمو نائب وزير الدفاع إلى عدد من مواقع الوحدات الميدانية التي شاركت في التمرين استهلها بقيادة مجموعة اللواء السابع عشر، ثم قيادة كتيبة المشاة البحرية الخامسة، ومركز الصدري التابع لحرس الحدود، بعدها انتقل سموه إلى الكتيبة 23 للواء الملك عبدالعزيز الآلي التابع للحرس الوطني. واستمع سموه إلى إيجازات عن الوحدات المشاركة في التمرين. عقب ذلك قلد سمو الأمير خالد بن سلطان عددا من الضابط رتبهم الجديدة من رتبة عميد ركن الى لواء ركن.