يقول الحق تبارك وتعالى: "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق".. ويقول جل جلاله : "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق".. الاسلام على عظمته وعلو هامته، وقدرته على اقناع الخلق ليؤمنوا به، اعتمد على مخاطبة العقل. فطلب الحق تبارك وتعالى من عباده ان ينظروا من حولهم، ليروا آيات الله في خلقه ليتبين لهم الحق عمليا "سيروا في الارض" والسير هنا ان يجول الانسان في رحلة الحياة ليرى ان كل شيء من حوله لابد وان له صانعاً ومدبراً، وان هذا الكون بنظامه الدقيق: نهار يطلع ويغيب، وليل يغشى الكون ثم ينجلى عن صبح، ورياح تهب وسحائب تمطر، وكون تدور عجلته في نظام بديع.. كل هذا لا يحمل الانسان على ان لهذا الكون مدبرًا؟.. تلك هي آيات الله.. اي شواهده يُرِيها للانسان في نفسه. من خلقه وأنشأه من عدم ليكون انسانا سويّاً، له عين يرى بها واذن يسمع بها وحواس يدرك بها ويتدبر بها شؤون حياته.. أبعد كل هذا يرقى اليه الشك في وجود مدبر لهذا الكون؟!. ان مفتاح الايمان في الاسلام هو الايمان بالله وبخيره وشره، وذروة الايمان ارتباط المؤمن بخالقه والخشية منه، كأنه يراه، لا يفعل ما نهى عنه ويتقرب الى الله بخير الاعمال.. وذروتها الانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك.. وهذا هو الفرق بين المؤمن والملحد.. المؤمن بالله خالقاً ورازقاً ومدبراً.. والملحد يشك في وجود الله ويزعم ان الكون آلة توجهها دوافع طبيعية.. انها القلوب التي عميت، وساء سبيلا يسلكه الكافرون.