يعتبر التوحد من الأمراض التي تصيب الأطفال الذكور بنسب أعلى من الإناث ، وأوضحت الإحصائيات بأن النسبة تقدر بنحو (4 : 1) عُرف بأنه : اضطراب نمائي شامل ينتج عن تلف في الدماغ يعيق النمو العقلي و الاجتماعي ، ويصيب الأطفال في الثلاث سنوات الأولى من العمر مؤدياً لمشاكل وصعوبات واضحة في ثلاثة مجالات أساسية ، وهي : التفاعل الاجتماعي , التواصل اللفظي وغير اللفظي , سلوك الطفل واهتماماته ، والعوامل البيولوجية من أحد الأسباب التي تكون وراء ظهوره مبينة الدراسات الطبية أن هذه العوامل تشمل :حوادث ما قبل الولادة مثل عدوى الحصبة الألمانية داخل الرحم والتصلّب الحدبي ، وكذلك حوادث ما بعد الولادة كالحالات غير المعالجة من فينيل البيلة الكيتونية والتهاب الدماغ البسيط الحلئي وتشوّهات دماغية كاستسقاء الرأس ، ونادراً أخماج بؤرية في الدماغ كالأورام ، وأول من أستعمل هذا المسمى الدكتور النفسي كان ليو كانر في عام 1943م عندما وصف مجموعة من الأطفال المنزوين و المنطوين على أنفسهم بذلك ، فالطفل التوحدي لا يميل إلى المداعبة و ملامسة جسمه و يبدي الانزعاج عند اقتراب جسد أمه من جسمه ، ويلاحظ عليه انشغاله بنشاط معين كأن ينظر إلى يديه فترة طويلة ، أو يهز نفسه أو رأسه ، ولا يميل إلى المناغاة و الضحك العالي في الأشهر الأخيرة من السنة الأولى ، ولا يحب المشاركة في اللعب ، أو التفاعل مع أفراد الأسرة ، ويتأخر في النطق ويبدو وكأنه لا يسمع ،ويواجه الطفل التوحدي صعوبة في إيصال أفكاره ورغباته إلى من حوله لأنه لا يجيد استعمال اللغة التي يملكها بشكل مناسب ، كما أنه يفشل في استعمال بدائل اللغة مما يؤدي إلى إحباطه ويزيد من ميوله إلى العزلة ، مما ينتج عن ذلك تفاقم السلوك غير المقبول ، ونوبات الغضب التي يلجأ من خلالها إلى إيذاء الآخرين ، أو إيذاء نفسه ، وبالمقابل يوجد عند الطفل التوحدي ايجابيات تطورية أفضل من الأطفال الطبيعيين ، وهذه المهارات قد تكون بصرية أو سمعية أو رياضية ، وبعد دراسات مستفيضة توصل علماء الطب على أن هذا المرض غير وراثي ، وعلاجه يتطلب إدخال الأطفال في برامج تعليمية خاصة تعالج عجزهم السلوكي والتواصلي ، والتحاقهم المبكر في برامج فردية مكثفة تتميز بعلاقة جيدة بين التلميذ والمعلم متضمنة علاج نطق وعلاج جسدي ومهني ترفع من نسبة العلاج ، وهذا يتطلب بيئة على درجة عالية من التنظيم ، وللغذاء دور مهم في علاج مرض التوحد حيث أثبتت الدراسات الطبية أن الأطفال المتوحدين يعانون نقصاً في مستوى الماغنيزيوم في الدم وفي كريات الدم الحمراء ومن الزنك في غذائهم مقابل معدل مرتفع من نسبة النحاس إلى الزنك في الدم ، ومن زيادة في معدل الكالسيوم في البول ونقصه في الشعر ، إضافة إلى نقص في الأحماض الدهنية في الدم ، وفي غشاء كريات الدم الحمراء والى معدلات غير طبيعية من الأحماض الأمينية ، وفي بعض الفيتامينات .. وقد تبين من خلال الإحصائيات أن إنتشارة بين دول العالم تكون بنسب متباينة . ومن أصدق من الله قيلاً { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } . ناسوخ / 0500500313