الحج ركن من أركان الإسلام، قال رسول الله عليه افضل الصلوات واتم التسليم: "بنى الاسلام على خمس: شهادة ان لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله، واقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام" عن ابن عمران في الصحيحين. وشعائر الحج كلها عبادة لله تعالى، الواحد القهار امتثالا لقول الله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون". واستجابة لدعوة الله تعالى على لسان نبيه وخليله ابراهيم عليه السلام يتوافد على هذه البلاد مئات الألوف من كل صوب وحدب لاداء مناسك الحج في كل عام، قال تعالى: " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات". ومن أجل اخلاص العبودية لله تعالى حطمت كل رموز الشرك والوثنية والعبودية لغير الله تعالى تجلت - بكل وضوح - في زمن نبي الله ابراهيم عليه السلام، وفي زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم. * زمن نبي الله ابراهيم عليه السلام: ظل نبي الله ابراهيم عليه السلام يدعو قومه الى ترك عبادة الاصنام والاوثان التي يصنعونها بأيديهم ثم يعبدونها، فلم يجد منهم - بكل أسف - سوى الجحود، وازدياد التمسك بأصنامهم التي يعبدونها من دون الله تعالى، ولكي يقيم عليهم الحجة أمسك عليه السلام فاساً هوى به على تلك الأصنام والأوثان فسرعان ما تحطمت قطعاً صغيرة. وترك نبي الله ابراهيم عليه السلام كبير القوم يعلق (الفأس) في عنقه. سأله قومه: "أأنت فعلت هذا بالهتنايا ابراهيم"! فقال لهم: "بل فعله كبيرهم هذا، فاسألوهم ان كانوا ينطقون"! قالوا: "لقد علمت ما هؤلاء ينطقون"! قال لهم: "افتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم أف لكم ولما تعبون من دون الله، افلا تعقلون"؟ ومنذ زمن نبي الله ابراهيم عليه السلام، وحتى جاء بعده من الرسل عليهم السلام اجمعين، الى بعثة نبينا محمد بن عبدالله عليه افضل الصلوات وأتم التسليم والناس يتجهون إلى مكةالمكرمة، ؤبلد الله الحرام ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم، وليطوفوا بالبيت العتيق. * زمن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم: وحينما دخل سيدنا وحبيبنا محمد عليه افضل الصلام والصلوات وأتم التسليم للبيت الحرام في مكةالمكرمة، بلد الله الحرام، قام صلى الله عليه وسلم بتحطيم الأصنام والأوثان حول الكعبة المشرفة، فطهر البيت (بيت الله الحرام) من دنسها, واستمر أداء فريضة الحج في عهد الخلافة الراشدة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. كما استمرت خلافة الدولة الأموية ثم الدولة العباسية، وبلغ ذروته في عهد الخلافة العثمانية. والمسلمون اليوم مهتمون بالمجيء زرافات ووحدانا - الى بيت الله الحرام في كل عام يزداد اعدادهم بشكل مطرد لاداء فريضة الحج ينعمون خلالها بالأمن الوارف والسكن المريح والتنقل الآمان بالاضافة الى توفر سبل الاتصال بالخارج وكافة المرافق والخدمات التي يحتاجها حجاج بيت الله الحرام طيلة اقامتهم في الأماكن المقدسة حتى رحيلهم إلى بلدانهم. والقيادة السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى عهد ابنائه الميامين سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله قد وهبوا أنفسهم وأوقاتهم واموالهم لله تعالى ثم لخدمة ضيوف الرحمن، حجاج بيت الله الحرام، فالتوسعة العملاقة في الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة بالاضافة الى المشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات والطرق السريعة والانفاق والجسور خير شاهد على تفانيهم في خدمة حجاج بيت الله الحرام.