قبل اكثر من عام انتقل الى جوار الرب الكريم الشريف الشيخ موسى بن علي النهاري معاون كاتب عدل الاولى بالعاصمة المقدسة، وقد كان لفراقه رنة كبيرة في نفوس من تعاملوا معه وتعاون معهم خاصة سكرتيره المعروف الاستاذ عبدالرحمن بن فريج الحازمي الذي لم يكن يقدِّر ان يستمر في عمله بانضباط وبهذه الادارة بعد وفاته، وانني احد الاشخاص الذين عارفوه وطلبوا منه الاستمرار في العمل وخدمة اصحاب الحوائج بما تربى عليه بمعية شيخه الشريف موسى والذي كان طيب القلب نظيف اليد طلق المحيا - ترك لجماعته من اهالي جازان (وخاصة الفقراء) آثاراً تذكر فتشكر، وهكذا السادة والاشراف ذرية بعضها من بعض (وفي الثلاثة اعوام الاخيرة قام بخدمة جليلة كريمة فاستصدر موافقة الجهة المختصة على تصريح (خدمة حجاج الداخل )من جازان الى الديار المقدسة والمشاعر المعظمة وزيارة المسجد النبوي الشريف - بثلاثة آلاف للشخص الواحد. وهذا المبلغ لا يوفر ربحية يستفيد منها الرجل يرحمه الله - ولكنه كان يقصد خدمة انسانية لاهالي المدينة التي ولد على ترابها وتربى على ارضها - وهو اليوم في دار البقاء يحصد ثمار ما قدم وذاك وعد على الله ممثلاً في قوله عز وجل - "من يعمل مثقال ذرة خيراً يره) وبالندوة العزيزة تاريخ 3-7-1429ه قرأت (أوصى المجلس البلدي باطلاق اسم الشيخ موسى النهاري على شارع رئيسي بمكةالمكرمة تخليداً لذكراه". كذلك ودعت مكةالمكرمة الدكتور عويد المطرفي الذي كرس حياته وخاصة بعد تقاعده في التدريس بالجامعة لخدمة الدين الاسلامي الحنيف في الفقه والحديث وكان يعقد بمنزله مساء كل يوم مجلساً يحضره صفوة من رجال العلم يتذاكرون فيه مختلف وجهات النظر للوصول الى الصحيح لا يأخذهم في ذلك لائمة، والعلماء ورثة الانبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وانما ورثوا العلم فمن اخذ به اخد بحظ وافر، كان د. عويد يرحمه مولاه لا يبحث عن المصالح الدنيوية يعيش الكفاف على راتبه التقاعدي من عمله بالجامعة، وكان خوفه كبيراً من انحراف بعض الشباب عن جادة الصواب وكم كان يحذّر من الغلو والتطرف، وحاول محبوه وأولهم السيد الجليل امين عقيل عطا من ان يهيئوا له السفر الى الخارج للعلاج فرفض خشية ان تأتيه المنية هناك وهو الذي لم يخرج من مكة الا الى جدةوالمدينةالمنورة والطائف وليس لديه جواز سفر الى ان وافاه الأجل بمكةالمكرمة ودفن بمقابر المعلاة بالحجون ثبته الله وجعله في الجنة وجبر كسر اهله ومحبيه في فقده وانا لله وانا اليه راجعون. 5602500 ت -601991 ف