شهدت الأسواق السعودية انخفاضا حادا في مؤشر سوق الأسهم السعودية من تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، مما حذا بأصحاب المحافظ الصغيرة بتسييل محافظهم، والتدافع على عملية البيع والتفريط في أسهم لشركات إستثمارية وبخسائر كبيرة، بالرغم من أن معظم الشركات في سوق الأسهم هي شركات داخلية، بمعنى أن منتجاتها موجهة للسوق المحلي، وليس هناك تأثير مباشر من تداعيات الأزمة العالمية عليها، إلا أن هلع وخوف المستثمرين " الصغار " خصوصا وأن لهم تجارب سابقة " غير موفقة " في سوق الأسهم السعودية والانهيارات المتعاقبة والمتلاحقة عليه، انعكس ذلك سلبا على حجم الثقة في السوق مما أدى إلى التدافع في عملية البيع وهبوط المؤشر أكثر فأكثر، ولا ننسى بأن المستثمرين " الكبار " لهم دور في تلك الأزمة، سواء أكان مباشرا أو غير مباشر، فهم في العادة يستفيدون في أوقات الأزمات كما يستفيدون في فترات الرخاء، " شاهدنا أمثلة في الأزمات السابقة " فكثيرا من هؤلاء يلجأ إلى تضخيم الأزمة وتهويل الأوضاع لتخويف " الصغار " فيتم هروبهم من السوق، وقد يلجأ البعض أيضا إلى بيع كميات كبيرة من الأسهم " سياسة الإغراق " لمزيد من الهبوط في سوق الأسهم وتحقيق الهدف " هبوط السوق " ، ثم القيام بعملية ضخ سيولة كبيرة في السوق على هيئة شراء فيرتفع بذلك مجددا مؤشر الأسهم فيتم البيع وهكذا، فبعد الهبوط الحاد الذي حصل الأسبوع المنصرم والذي ألقى بظلاله على المؤشر وهبط تحت حاجز ال 6000 نقطة، قام مجموعة من " الكبار " بشراء كميات من الأسهم خصوصا ما تسمى " بالأسهم القيادية " والتي وصل سعر السهم في تلك الشركات إلى أقل من نصف قيمتها وقتها، وقد إستطاع هؤلاء " الكبار " من تحقيق أرقام قياسية وأرباح فلكية جراء ذلك . لذا ننصح " صغار " المستثمرين بألا تخيل عليكم مثل تلك الحيل والألاعيب وأبقوا على أسهمكم، وتحولوا إلى مستثمرين بدلا من أن تكونوا مضاربين، فالمضاربة نوع من أنواع المقامرة، أما الإستثمار فهو من التجارة المشروعة، والفرق بينهما كبير، خصوصا في درجة المخاطرة ومعدل العائد، اللذين تربطهما علاقة طردية، واثبتوا لعل الله يبدل بعد عسر يسرا، وبعد النزول الطلوع، وما بعد الضيق إلا الفرج . dr . mahmoud@ batterjee . com