الرثاء حالة من الحزن والتي نعبر عنها حين نفتقد من نحبهم وحين تتداعى المشاعر والدموع معاً ليصبح هذا الرثاء أمراً غير محصور في زمن بل يشعر القلب بمزيد من الحزن والذكريات . ورغم اننا ما نزال نعيش افراح عيدنا وابتهاجاً بعام محفوف بالعلم والأمل الا انني اجتررت نفسي وجمعت احزاني وتذكرت كم إن الانسان راحل . .ومهما حصل ومهما وصل واين ما كان انسان لا يترك الا الذكرى وحياة مضت فيها كل شيء قد يظهر منها الوجه الجميل دوماً . . وقد يختفي وجه المعاناة التي تسكن هذا الانسان، وصاحب قصتي وسبب حزني ذلك الرجل الإنسان الذي اظهر لنا براعة الكلمات في السطور وصدقا متجليا واعترافا بقيمة الحب بيننا . . انه عذب . . كالينابيع ومشرق في كل فصل . . وجميل في كل وقت . . رحل استاذنا بعد أن ترك لنا . . مناهج أخرى للحب بكافة اشكاله القدير عبدالله الجفري رحمه الله والذي عانى حتى في كتاباته بل ذاب . . وانصهر . حين عجزت الكلمات عن فعل شيء في زمن رديء . . يظهر دائماً فهو وحده من رسم من بين السطور الأمل في الحياة . .والاخلاص دون أي مقابل . . وحده صاحب القلب التعب . . الذي غلبه أخيراً . . ليطفيء . . آخر الكلمات نشوة والتي لم تشخ يوماً . . بل زرعت فينا كأنها طفلاً صغيرا يظل يلاعب السنوات . . ولا يعترف . . بأي زمن . . فهو انجز واوجز وبفضل ملكات لم تكن عاجزة يوماً . . اقتحم . . العوالم الغريبة ومحى المشاعر التي تآكلت . . واعاد للقلوب قوتها وللكلمات رونقها وللأحاسيس عذوبتها . فتجلى وتجلى . . وتجلى . . في ليالي هادئة وعبر مدن التحم بها وعبر شواطيء سكنت جراحاته . . وسكن فيها بكل ما حمل . . ليبدع ابداعاً ملموسا في كل ما كتب ومن داخله المسكون بالخير . . وإن كان في آخر اللحظات . . لقد كتب حتى آخر قطرة . . اسلوبه لم يتغير نفس الاحساس الجميل . . الرومانسي العذب . . ونفس الأمل . . ونفس التوهج . . ورغم ان الاستاذ الراحل عبدالله الجفري . . رحل . . لكنه ظل معنا . . في كل ما نقرأ وحين نحب . . وايضا عندما نرغب في رؤية صور الحياة الخالية . . من السواد . . حياة صنعها بالكلمات لتظل . . تذكرنا . . بذلك الانسان . . صاحب القلب النابض بالحب دوماً رغم الرحيل . em/ moed2006@ gmail. com