كثيراً ما يقع بعض من الكتاب والمتكلمين في التعميم أو إعطاء نسب تدلل على صحة معتقدهم أو أقوالهم وهذا ما لا يقبله عاقل ولا يصدقه احد لأنه يعتمد على التقدير الشخصي وبدون دراسة علمية وحتى الدراسة لا تعطي نسبة جازمة إلا إذا تمت على كل المعنيين ولكن الدراسة على عينة من الفئة المطلوب قياسها ليست مؤكدة إلا على العينة المأخوذة منها ولذلك قامت الأبحاث وتطورت طرقها وتقدمت ويومياً نجد تطوير ومحاولة الوصول إلى نتائج يعتمد عليها في اتخاذ القرارات تكون اقرب إلى الصواب منها إلى الخطأ وحتى النظريات العلمية ليست قطعية الدلالة في كل شيء وقد تنقض أو تتغير بتغير وسائل القياس والدراسة وها قد سمعنا عن كروية الأرض ومن قبل ذلك قالوا إنها منبسطة وأخيراً قالوا أنها بيضاوية . الحقيقة انه ليس هناك شيء ثابت إلا ما جاء به سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سواء في القرآن المنزل عليه من الرب عز في علاه أو ما قال هو به صلى الله عليه وسلم في أقواله الشريفة من سنة نبوية . وما يحز في النفس ما يتم اليوم من تخضيع ولي عنق نصوص من القرآن الكريم كلام الله عز في علاه أو من قول الحبيب صلى الله عليه وسلم لنثبت به صحة نظريات علمية أو أقوال علماء وقد شاعت في المجتمعات الإسلامية هذه الفكرة ليكون لهم السبق في الكشف عبر ما جاء به الإسلام وهذا خطأ فاحش ويجب الاعتماد على التفسير للقرآن والسنة بما يتوافق مع قدرة المفسرين من فهم للغة والنص ولا نفسرهما بما يكتشف من العلم والحديث منه لنؤيد نظرية علمية أو قول متخصص . عموما ما سبق خاطرة في معرض الكلام وارجع إلى المقصود من العنوان وهو أن الكاتب العكاظي الأستاذ عيسى الحليان قال نصاً في معرض مقالة ليوم الأحد 16 شعبان 1429 ه " دون شك فإن المؤسسة ويعني المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني قد ورثت تركة ثقيلة لا يمكن تصفيتها بسهولة والتغيير أصعب دوماً من التأسيس فعلى سبيل المثال بأنها وهي تعمل على تطوير وتحديث آليات وبرامج التدريب قد وجدت أمامها " " 9000 مدرب نصفهم على الأقل لا يصلحون بأي معيار مهني ولم تفلح كل المحاولات بتغييرهم أو استبدالهم . . . " علماً بان الحقيقة تحتمل الأقل أو الأكثر من نسبته التي قال بها . وليس هنا مجال القول عن وجوب تطوير الكليات التقنية من جميع الجوانب للنهوض بها وما هو المطلوب لذلك . فمن أين للكاتب هذه النسبة التي يجزم بها أليس هذا افتراء وطرح فكري غير متزن علماً بأنه كتب مقالاً قبله يتهم المؤسسة ككل بعدم القدرة حتى على الإصلاح إلا بتتبيع الكليات التقنية للتعليم العالي قبل مقاله المعني بأيام أي يوم الأحد 6 شعبان المبارك 1429 ه ونقض وانقض كلامه في يوم الأحد 16 من نفس الشهر وهو ما أوردت منه شيئاً أعلاه فشيء من التريث وتحكيم العقل والنقل قبل مسك القلم علماً بأن الكاتب الأستاذ عيسى الحليان لديه من الطرح الجيد ولكن لكل جواد كبوة ولن يكتمل ويكمل إنسان مهما أعجبنا بطرحه وفكره وإلا لاكتفينا بشخص واحد يورث آخر بعد مماته في كل علم وفن . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه oalhazmi@ islamway . net فاكس 6286871 ص . ب 11750 جدة 21463