يأتي إيقاف بعض المسلسلات التي كانت قنوات عربية قد بدأت بثها مع مطلع شهر رمضان وذلك بعد الاحتجاجات على محاكاة هذه الاعمال الدرامية لتاريخ النزاعات القبلية .وما يمكن ان تعكسه من آثار سلبية لدى المجتمع .ليقودنا إلى الحديث عن قضية الشرف الإعلامي العربي وما كان قد قرره وزراء الاعلام العرب حول وثيقة الالتزام بشرف المهنة حيث نجد ان التنفيذ مازال بعيداً عن واقع الإعلام العربي ..وهو ما يؤكد أن هناك نقصاً واضحاً في قدرة القائمين على إجازة الأعمال التي يتم عرضها في بعض القنوات . ولاشك ان شركات الانتاج تتعرض الى خسائر كبيرة بسبب الإيقاف .ومن حقها ان تسأل من المسؤول عن خسائرها ؟ .كما أن من حق القنوات التي تقوم بشراء هذه الاعمال أن تطرح السؤال نفسه ايضاً ..ومن ثم فإن الطريقة التي يمكن أن يتم من خلالها معالجة هذه المشكلة .تتلخص في رفع كفاءة الرقابة على إجازة " النص " قبل بداية العمل الدرامي وذلك بتعزيز المصدر الرقابي في وزارات الاعلام العربي بالخبراء في مجال علم الاجتماع والتاريخ ..والثقافة الدينية .والتربية وعلوم الجريمة وشؤون الاسرة لتكون لجنة متكاملة تستعرض النص وتقوم بتحليله طبقاً لتخصص كل من أعضاء هذه اللجنة ويبدي كل منهم ملاحظاته على ماجاء في العمل ومدى تأثيره وانعكاساته على المجتمع سواء من الناحية الدينية وما إذا كان يتضمن ما يسيء للديانات أو المذاهب أو المغالطات التاريخية التي تثير النعرات القبلية أو تعيد وقائع خلافات تثير النزاعات العدوانية عند جيل كان قد تجاوز بثقافته مراحل التخلف وظروف التفرقة وأسباب الخلاف . كما أنه يمكن لهذه اللجنة أو اللجان في وزارات الاعلام ان تعمل على تقييم العمل من كل جوانبه بحيث يوجد اعضاء مختصون في كل مجال من مجالات النص قبل الشروع في تنفيذه ثم يتعرض الى الإيقاف ..أو أن يستمر ويسيء الى فئة من فئات المجتمع العربي .ويكون له انعكاسات سلبية ..وإذا كانت بعض شركات الانتاج او القنوات العربية قد هربت من الرقابة الى خارج حدود بلدانها او خارج خارطة الوطن العربي في محاولة للحصول على مساحة أكبر من الحرية الإعلامية إلاّ ان شرف المهنة واخلاقياتها تتطلب الانضباط واحترام المتلقي العربي ومنظومة ثوابته وثقافة أجياله ومشاعره . صحيح ان الحرية الاعلامية مطلب لاخلاف عليه .غير انه عندما يتم استغلال عنوان الحرية بطريقة مبتذلة من اجل الكسب المادي دون الاحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين فإن ذلك يعني انفلاتاً وفوضى يدفع ثمنها المجتمع الذي اصبح يشاهد في بعض القنوات العربية من تجاوزات أخلاقية مالا يمكن ان يشاهده في قنوات بلدان اجنبية لا تحكمها الرقابة وتلك قصة أخرى في بعض القنوات اللبنانية بالذات . ومن ثم فإنني اعتقد أن وزارات الاعلام العربية مطالبة بالتدخل لحماية المجتمع من المستثمرين في الإعلام على حساب المبادئ والثقافة العربية وعلى حساب تربية أجيال هذه الامة وتعزيز تماسكها وثوابتها وبناء حضارتها .وهو ما يدعو الى تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي العربي ورفع مستوى الرقابة التي تحمي المتلقي من ناحية وتسير بخطوات مسؤولة نحو مزيد من الحرية الإعلامية المقننة والايجابية من الناحية الأخرى .