٭يظل أستاذنا أحمد السباعي يرحمه الله رائداً تنويرياً بكل المقاييس، لقد كان الرجل يحمل فكراً متقدماً على زمانه ..وله نظرته الثاقبة في المستقبل فيستشرفه ..ويعطيه من ذاته ..حتى يجسده واقعاً ملموساً ..فنظرة سريعة الى بعض ما قدم من أعمال تجعلنا نوقن يقينا ثابتاً بأنه واحد من أوائل حاملي مشعل التنوير .. فهو من اوائل من أوجدوا مطبعة في مكةالمكرمة واصدر جريدة الندوة وأصدر مجلة " قريش " تلك المجلة التي كانت صوتاً أدبياً ..شعبياً مميزاً ..وهو من أوائل من وضعوا كتاباً للقراءة في المنهج التعليمي ..وهو أول من أسس مسرحاً إسلامياً شعبياً كان يحلم أن يقدم من خلاله تاريخنا الإسلامي بكل نهجه وبكل قيمه . أحمد السباعي بكل ذلك هو من أوائل من وضعوا الخطوط العريضة لوجود صحافة لها ملامحها، وإذا كان أستاذنا السباعي يرحمه الله هو من قدم لنا الصحافة التي تهتم بابن الحارة سواء من خلال شخصية " أبو زامل وأبو عرّام " ..فإن أستاذنا حسن عبدالحي قزاز هو أول من أوجد صحافة الخبر التي تهتم بالخبر وما خلف الخبر ..فبعد أن كانت صحافتنا تهتم بالمقالة أو الأدب استطاع القزاز أن يجعلها صحافة خبر له طعمه وخاصيته ..رحم الله السباعي وعمنا القزاز، أعود لقول هذا مرة أخرى ونحن نسمع أن كل الماضي لم يكن كما نريده من عطاء فكري قادر على التأسيس الثقافي .