أخيرا صدرت لائحة حوافز ومكافآت أعضاء هيئة التدريس في الجامعات ومن في حكمهم وحقيقة مليئة بالحوافز التي لم يكونوا يحلموا فيها أو بها وممكن تصل البدلات إلى ٪100 من الراتب أي قد يصل المرتب الشهري إلى ما فوق أربعين ألف ريال عدا عن مكافئة نهاية الخدمة التي هي أفضل من القطاع الخاص بكثير . وما تصرفت الحكومة الرشيدة بهذا وأمر بها خادم الحرمين إلا لتفعيل ثلاثة أمور مهمة توسيع قاعدة القبول بالجامعات والاهتمام بالنوعية والمخرجات وإثراء البحث العلمي ولذا فتح وأسس حفظه الله في السنوات الأخيرة عدد كثير من الجامعات وفي شتى المناطق .وعلى رأسها جامعة الملك عبدالله . وبناء عليه معالي الوزير العملية تحتاج إلى تقنين وتفعيل بما يتلاءم مع الهدف ويحصل كل مجتهد على نصيبه الذي يستحق ولن يتم ذلك إلا إذا كانت هناك رقابة على العطاء والمحاضرات لأننا جميعا نعرف وهذا ليس مخفي أن هناك من يوكل أعمالة إلى الفنيين والمساعدين والبعض الأخر يزور جامعته في السنة مرات قليلة والواقع خير شاهد وشهيد والمجتهد المخلص مظلوم .وحبذا أن تكون هناك لجنة تختار مستحقي البدلات وتكون اللجان على مستوى كل كلية وتقرها لجنة عليا من كل جامعة أو لجنة عليا على مستوى وزارة التعليم العالي .حتى لا يلحق توزيع البدلات من لهم محسوبية ودلال وهم من غير مستحقيها وبهذا يكون هدرا للموارد وتفويت فرص للآخرين .وآمل أن كامل النصاب أن لا يكون على حساب تخفيض عدد الطلاب في الشعب حتى يكتمل النصاب ويحصل على البدل .بل الواجب اكتمال عدد الطلاب لزيادة عدد المقبولين وهذا هو الهدف . ومن هنا أطالب برقابة ولكن مع حفظ ماء الوجه لعضو التدريس ولا يقل احد أن الرقابة الذاتية موجودة فهي كما هي موجودة عند البعض منزوعة من البعض الأخر . وان كنا ساوينا من يجتهد مع من لا يجتهد فهذا الظلم بعينه وعين الظلم هو وصدقني معالي الوزير سوف يرحب بما اقصد من رقابة , كل مجتهد ويرفضها الأخر لأنها تحفظ للمجتهد حقوق اجتهاده وتميزه ومن هنا يكون العطاء والإبداع . وأطالب أيضا معالي الوزير بمكافات مجزية لكل مخترع ومكتشف بعد بيع وتسويق إبداعه واختراعه للشركات الخاصة عن طريق الجامعات ولو لشركات أجنبية إن لم تكن الشركات المحلية بقادرة عن التصنيع والتسويق بما يتلاءم مع قيمة الاختراع أو الاكتشاف وتتولى الجامعات هذه المهمة حتى يتفرغ عضو التدريس لإبداع أخر وهكذا نثري جامعاتنا ووطننا بلا حدود . وفي الختام وبعد أن ابتعث خادم الحرمين أعدادا كبيرة من الطلاب في الشرق والغرب أرى أن تضع وزارة التعليم العالي سجلات تفصيلية لكل طالب في حاسوبها وبهذا تختار منهم النخبة التي تتطلع أن تثري بها الجامعات السعودية بناء على جد واجتهاد وفكر وأخلاق المبتعث ونعوض القلة في أعداد أعضاء هيئة التدريس بما يتلاءم مع نظرة ولي الأمر لهذه الجامعات وتطلعه إليها وتستقطب وزارة التعليم العالي أصحاب التخصصات المتميزة وبدرجات عالية وان كنت أرى أن الحوافز سوف تستقطب الكثير ولكن الأمل معقود بتوفير المقعد والوظيفة لمن يستحق بجدارة وعسى أن لا يكون للمحسوبية والوساطة مكان فكفانا ما جاءت به من ويلات وقصور في أصحابها ونراهم اليوم عالة وعضو مريض في كل مجال . حلم كل مخلص أن يرى جامعاتنا في الصفوف الأولى في تصنيف العالمية منها وليس ببعيد أن نرى جامعة الملك عبد العزيز أو جامعة الملك سعود أو جامعة الملك فهد أو جامعة الملك عبدالله أو أي من الجامعات السعودية تضاهي وتنافس جامعة هارفارد في يوم من الأيام ولكن الأمر يحتاج إلى رجال مخلصين يسعون إلى الصالح العام متنكرين للمصالح الشخصية مستبعدين الأنا وحب الذات متفانين في تحقيق أسمى الأهداف وأنبلها ألا وهو نشر العلم ومواكبة التقدم بل صنع التقدم والسبق إليه .ولدينا نموذج حي حاضر في حاضرنا سعادة الدكتور عبدالله العثمان الذي أبدع ويبدع وتمم نقلة نوعية لجامعة الملك سعود وشهد له الكثير وسوف يكتب التاريخ انجازه وإبداعه ولقد بهرني في لقاءه التلفزيوني في قناة الإخبارية وفاتني لقاءه المباشر بسبب وعكة صحية في دعوة الأستاذ خالد الحسيني لرجال التعليم في جدة أواخر شعبان الماضي ولقد بهر الجميع وشهد له الحاضرون وخاصة انه رجل بسيط متواضع لم يغريه ويغره حرف الدال ولا الألف قبله ولا المنصب بل كان حافزا للعطاء والعطاء وليس للبرستيج والتكبر والجلوس في برج عاجي فنعم الرجل هو وله مني ألف تحية وتقدير . وفعلا مبروك للأكاديميين والمجتمع ينتظر العطاء فما انتظروه هم آتى ونالوه وما ينتظره المجتمع إن شاء الله آت والبقاء للأصلح وملكنا الحبيب خادم الحرمين عبدالله حفظه الله يتطلع للنتائج بعد أن أمر بالمحفزات . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرا من أحد سواه oalhazmi@Gmail .com فاكس 6286871 ص .ب 11750 جدة 21463