من أفضل ما مررت به في شأن الاسفار ما قاله الامام الشافعي محمد بن ادريس رضي الله عنه ونفع بعلومه في الدارين آمين " سافر ففي الاسفار خمس فوائد " وفي النثر " كلما ازددت علماً ازددت جهلاً وهكذا كان اولئك الرجال ومع أن الامام الشافعي كان مقلاً في الشعر الا ان القليل الذي قاله كثير الفائدة ..وهو القائل " ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد " ولما سئل عما قال لبيد اجاب انه قال " ألا كل شيء ما خلا الله باطل : وكل نعيم لا محالة زائل " وقال الشافعي في الذي يعطي ويمن " رأيتك تكويني بميسم منةٍ كأنك كنت الاصل في يوم تكويني ..فدعني من المنِّ الرخيص فلقمة من العيش تكفيني إلى يوم تكفيني " وبالنسبة لأقراني ورفاق دربي اعتبر كثير الأسفار ولي في كل رحلة قصص لا فائدة للقارئ من تسطيرها فكل من يسافر يمر بمثلها وربما بأكثر منها، ولكن في سرد بعضها شيء من العبر قد يستفاد منها . تملكني عشق التجوال مبكراً بدءاً بمصر ولبنان وتركيا وسوريا وبعض البلدان الاوروبية وبعض الولاياتالامريكية . وختاماً بالمغرب قبل 38 عاماً وكتب الله لي أن اتزوج بنت اسرة كريمة عريقة من مدينة فاس ولذلك الزواج المبارك الذي أثمر ثلاثة أولاد وبنت قصة عجيبة أساسها الأخ جميل عجيب والشيخ عبدالقادر عطية يرحمهما الله ، ولان من بين حسنات جلالة الملكين " فهد بن عبدالعزيز والحسن الثاني " طيب الله ثراهما انشاء جامعة الاخوين بمدينة ايفران ومصح مولاي يعقوب الطبي بالمغرب على احدث المنتجعات العالمية . ولأنني من المتأثرين بالقائد الفرنسي نابليون القائل " اذا لم يكن ما تريد فارد ما يكون .. والقائل اذا أحببت جوزفين فلا بد أن تحب من احبت جوزفين ". فقد فكرت في العلاج بالمياه المعدنية الحارة وبعد الكشف نظم لنا الطبيب برنامجاً مكثفاً لمدة عشرة أيام استفدنا واستمتعنا خلالها . ويوماً سألتني المشرفة عن هويتي ، ولما علمت اني أتيت من مكةالمكرمة قالت بفرحة تجمعنا العروبة يا حاج فرددت عليها تجمعنا كلمة التوحيد " لاإله الا الله محمد رسول الله " فقالت الدكتورة بأدب جم " أنتم لا يغلبكم أحد مهما أوتي ، والله الذي منحكم الجوار علمكم تحقيقاً لقوله تعالى واتقوا الله ويعلمكم الله فهنيئاً لكم وهنيئاً لنا بكم وعند هذا تذكرت الشيخ عبدالمالك الطرابلسي يرحمه الله - إن الجوار بمكةالمكرمة أو بالمدينة المنورة يقتضي أدباً لا نقدر عليه ونسأله الذي كتب لنا المجاورة أن يعفو عن تقصيرنا وأن يعاملنا بما هو أهله - لا بما نحن أهله انه أهل التقوى وأهل المغفرة .