بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة عطلة المدارس لجميع المراحل الدراسية وطويت الكتب والمذكرات وكل ما يتعلق بالدرس والتحصيل، بدأت الاجازة الصيفية بكل ما فيها من امور قد تكون سارة للبعض ومحزنة للبعض الآخر وعادية " روتينة " لاخرين . وينقسم الطلاب واولياء الأمور خلال العطلة الصيفية الى فئات اربعة كالتالي : - 1 فئة قد استعدت منذ وقت مبكر وخططت لقضاء الاجازة خارج الوطن فتم الحجز والاستعداد والتجهيز لحقائب السفر والمبالغ التي يحتاجونها خلال السفر وهم على فئتين : " الاولى بالتوفير للمبالغ المطلوبة والثانية باقتراض المبالغ فيكونون في مشكلة اخرى بعد العودة " ليبتعدوا عن الصيف الحار جدا وليجدوا لابنائهم مجالاً للترفيه واللعب والتسلية البريئة والتنزه والتعرف على العالم الآخر رغم كل المشاق . - 2 فئة قد استعدت لقضاء الاجازة في ربوع البلاد والتجول بين المناطق الجميلة المعروفة منذ القدم في جنوب المملكة العربية السعودية . - 3 فئة لديها الرغبة في التنقل خارجيا او داخلياً ولكن ليس لديها الامكانيات حتى ولا بالاقتراض فتجدها تلزم مكانها على مضض وتذمر شديدين مع توقعاتهم بمعاناة كبيرة مع ابنائهم ورغبتهم في الخروج والفسح وقضاء الاجازة كغيرهم من زملائهم . - 4 الفئة الأخيرة هي الفئة غير المبالية بالاجازة مع عدم اهتمام ابنائهم بذلك المهم ان تقفل المدارس ابوابها ليتخلصوا من الدروس والمذاكرة والامتحانات لينطلقوا خارج المنزل لساعات متأخرة من الليل ..وحيث اننا في هذا العام وقد توسط شهر رمضان الكريم الاجازة المدرسية وهو شعر العبادة والتقوى وتجميع النقاط من الاجر والثواب والاعمال الصالحة واستغلال كل ثواني اليوم نهاراً وليلاً في العبادة والتوجه الى الله فماذا اوجدنا لابنائنا خلال سهرات رمضان الكريم حتى لا يتجهوا الى سهرات القنوات الرمضانية بكل ما فيها من كفر ومجون وفسق وانحلال واستغلال العقول الصغيرة الضعيفة الباحثة عن شغل وقت فراغ ابنائنا؟؟ " فلا يجدوا الا السهر طوال الليل والنوم طوال النهار ..يا أمان الخائفين !! وهنا نضع السؤال الأهم :-ماذا اعددنا لابنائنا وبناتنا خلال هذه الفترة لقضاء وقت فراغهم فيما يعود عليهم بالفائدة وعلى بلدهم بالخير لصلاحهم؟؟؟ انني اذكر انه خلال العطلة الصيفية في السنوات الماضية قبل اكثر من عشرين عاماً كانت هناك المراكز الصيفية التي تشرف عليها ادارات التعليم بتوجيهات وزارة المعارف وتخصص ميزانية لكل مركز ويجتمع في هذا المركز عدد كبير من المدرسين الافاضل والطلاب من مختلف المراحل الدراسية وتزاول فيها الانشطة الرياضية والثقافية والتوجيهية وفي نهاية الفترة يقام الحفل الختامي الذي يشارك فيه الجميع وبذلك كان يتم احتواء عدد كبير من الطلاب ليشغلوا اوقات فراغهم فيما ينفعهم ويستفيدوا من التوجيه وهذه المراكز كانت امتداداً للانشطة المدرسية التي تتضمنها الرحلات ورحلات الكشافة والحفلات المدرسية والانشطة المختلفة والميزانيات الهائلة التي تصرف لكل مدرسة على حده فكانت الاسر التي لا تستطيع السفر تجد لابنائها اماكن لشغل اوقات فراغهم . والان ماذا اعددنا لشغل اوقات فراغ ابنائنا؟ مع الاسف الشديد لا شيء ابداً ولا يجب ان ندفن رؤوسنا في الرمل كالنعام حتى لا نرى الحقيقة التي نعرفها جميعاً ولكن مع الاسف الشديد، هناك امور كثيرة تتفاقم لاننا نداري ونتستر على ما فيها من العيوب حتى لا نظهرها ولكن مع مرور الوقت وتزايد المشاكل نعجز حتى عن ايجاد الحل لها . اننا والحمد لله دولة غنية ليس بالمال فقط ولكن بالرجال وهم عماد الوطن وخير من يسعى لرفعته وقدره متى ما اتيحت لهم الفرصة لذلك فهل تعجز هذه العقول عن ايجاد الحلول لشغل اوقات شبابنا في الصيف او في الشتاء؟ حتى لا يقعوا بين ايدي الحاقدين والحاسدين وكارهي الخير لهذا الوطن فيوجهونهم الوجهة التي تضره، وكم من افكار مسمومة عبثت بعقول ابنائنا فانحرفوا وانجرفوا وراء متاهات وزيف ليهدموا ما تم بناؤه خلال السنين الماضية؟ لماذا لا نمسك بزمام الأمور ونحتوي ابنائنا ونشعرهم ان كل ما نعمله لاجلهم ومستقبلهم واننا معهم خطوة بخطوة حتى يصلوا الى الصفوف الاولى بين شعوب العالم الصالحة كما هي رغبة ولي الامر خادم الحرمين الشريفين الذي اكد ويؤكد مراراً وتكراراً ان همه شعبه فقط وليس غيره . لماذا لا نعيد افتتاح المراكز الصيفية ونغدق عليها بالمال والمربين والعاملين ومهما تكلفت فليس هناك خاسر . ولما لا نعيد الانشطة المدعومة الى مدارسنا خلال العام الدراسي ونضع لها الميزانية المناسبة لنعيد للمدرسة التآلف والمحبة بين المدرسين والطلاب وبين الطلاب انفسهم ونعيد لهم الرغبة وحب المدرسة والتعلم . اين اماكن الترفيه والتسلية والحدائق العامة والملاهي الحكومية وبأجور رمزية المتكاملة التي تحتوي على كافة الخدمات اين مراكز التقوية المجانية للطلاب المتأخرين في بعض المواد . اين واين واين؟؟؟ كل ذلك بيد المسؤولين الذين لا نشك لحظة في حبهم واخلاصهم وقدرتهم على تحسين الاوضاع وان لا ينتظروا ما يفع لهم من تقارير ويقوموا بجولات ويستمعوا الى الناس ليعرفوا احتياجاتهم ليحققوها وهذا هو مطلب ورغبة مولاي خادم الحرمين الشريفين ان تكون كل الخدمات لصالح المواطنين والوطن الدعاء لله ان يديم لنا خادم البيتين ملك القلوب ويحفظ لنا الخير الكبير الذي نحن فيه وان يديم علينا نعمة الامن والامان ويحمينا من الحاقدين والكائدين انه سميع مجيب . جوال : 0500093700 ص . ب : 9708 مكة المكرمة