في آخر زيارة إلى لبنان الأخضر إلتقيت بمسؤول كبير في مناسبة وطنية وتبادلنا أطراف الحديث في الشأن اللبناني والوضع المتأزم حول ولادة الحكومة الجديدة ومسؤولياتها إلى آخر ما هنالك من مواضيع ذات صلة، وفجأة حدث انقطاع للتيار الكهربائي وما هي إلآ ثوان معدودات وقد رجَع بفعل المولدات الكهربائية الاحتياطية الخاصة والمتوفرة في جميع المرافق والمساكن بشكل عام، وهنا وجدتها فرصة لاصطياد ذلك المسؤول وأن الحكومة والوزارات المعنية لم تقم بدورها كما يجب لحل تلك المشكلة والتي كان ومازال يعاني منها اللبنانيون طوال سنوات طويلة، فما كان من ذلك المسؤول إلا أن أرجع السبب الرئيسي للحرب اللبنانية والتي استمرت أكثر من 15 عاماً وما شهدته لبنان بعدها من أحداث متعاقبة، وحسب رأيه أن هذا أمر طبيعي " ولكن اللي مش طبيعي يا خيي " أخي " ببلد متل " مثل " السعودية أكبر منتج للنفط ينأطع " ينقطع " بيها الكهربا يومين من ع بكرة " الصباح " ل عشية " المساء " ويا ريتو بالشتي " الشتاء " كان مأبول " مقبول " بس ب ها الشوبات " الحر الشديد " شي " شئ " يموت يا زلمة، وغيرلي ها الموضوع اللي بديأ " بيضيق " الخلئ " الخلق " ، وتزامن الحديث بعد أن قضى ملايين من المواطنين والمقيمين أوقاتاً عصيبة بسبب إنقطاع التيار الكهربائي عن أربع مناطق تصل درجة الحرارة بها إلى 50 درجة مئوية، وكانت المنطقة الشرقية وحائل والرياض والقصيم شهدت إنقطاعاً مؤقتا لفترات طويلة على مدى يومي الأربعاء والخميس الماضيين " 24 / 23 يوليو " مسبباً خسائر مالية كبيرة خصوصا للمصانع وأضرارا مادية فادحة في المناطق السكنية، ولم يقتصر الإنقطاع على المنازل والمصانع الخاصة،إذ طال مواقع تابعة لشركة أرامكو السعودية في رأس تنورة، وكذلك معظم مصانع مدينة الجبيل الصناعية، وقد توقف العمل في القطاعين الحكومي والأهلي، وإغلاق غالبية المحال التجارية وتعطل المصارف والمستشفيات، وقد اضطر أهالي تلك المناطق الخروج بعائلاتهم إلى الحدائق العامة والمزارع لإتقاء الحر، ولم يتمكن أخرون من إخراج سياراتهم من كراجات منازلهم لتوقف الأبواب الأتوماتيكية، فيما شوهدت العشرات من السيارات على جوانب الطرق لتوقف محطات الوقود عن العمل، ولوحظ الارتباك الكبير في الحركة المرورية نتيجة توقف إشارات المرور، وتأثرت الاتصالات بسبب انقطاع الجوالات لعدم وجود شحن وقد قام كثير من المواطنين بالسفر إلى الكويت خاصة في المناطق القريبة من الحدود، فبدون كهرباء لا أكل ولا شرب ولا هاتف ولا تكييف ولا سيارات ولا مصانع ولا تعليم ولا صحة ...فالكهرباء أصبحت عصب الحياة، ولسوء الحظ أن هذا الإنقطاع حصل بعد تصريحات مسؤولي شركة الكهرباء والتي أكدت بأنها وضعت كافة احتياطاتها اللازمة للحد من حدوث أي انقطاع للكهرباء . [email protected]