(أزد - الرصد - سلطان مسلط - أبها) أكد وزير الحج، الدكتور فؤاد الفارسي، أن ظاهرة الافتراش في المشاعر المقدسة أصبحت نوعاً من الماضي. وقال: إن نسبة التخلف للحج والعمرة في الآونة الأخيرة أصبحت لا تعد، وطالب وسائل الإعلام بنقل التوعية للحجاج، متوقعاً أن يتجاوز عدد حجاج الداخل 250 ألف حاج. ونفى أن مخيمات حجاج الداخل حدد لها مواقع خارج منى بسبب مسارات القطار. وحول ظاهرة التكدس للحجاج قال: "إن ما حدث كان بسبب الخطوط الجزائرية، وقد اتصلت مباشرة بوزير الحج الجزائري الذي بادر بسرعة حل هذه الظاهرة الناتجة عن الخطوط الجزائرية". وأكد الفارسي أن "المملكة العربية السعودية لا تمنع أي حاج يقدم بطريقة نظامية ويحترم الأنظمة والتعليمات التي هي في خدمته". وحول ضمانات استخدام القطارات في الحج هذا العام قال: "إن أعمال مسارات القطارات وتشغيلها المعنية به وزارة الشؤون البلدية والقروية التي يمكن أن تعطيكم معلومات أكثر مما أقوله". جاء ذلك في تصريح أدلى به خلال افتتاحه صباح أمس بجدة ورشة العمل الخاصة بموضوع التفويج إلى جسر الجمرات، وهي الورشة التعريفية الخامسة لتنظيم وإدارة رمي الجمرات لموسم حج هذا العام. وقال الفارسي في افتتاح الورشة: بادئ ذي بدء يسرني أن أحييكم وأرحب بكم جميعاً متمنياً لكم من الأعماق مزيداً من التفوق لكل ما فيه خير الوطن ولهذه المناسبة التي نحن بصددها التوفيق لنصل إلى نتائج طيبة في إطار الخطوط العريضة لما يهدف إليه عقد ورشة العمل هذه المتعلقة بموضوع تفويج الحجاج إلى جسر الجمرات. وأضاف: الحقيقة أن هذا الموضوع على درجة كبيرة من الأهمية لعظم دوره ولأنه مواكب لمراحل بناء جسر الجمرات هذا المشروع العملاق الذي يشهد في كل عام إضافات ومستجدات بما يتطلب مراعاتها وإعادة برمجة التفويج للاستفادة القصوى مما أصبح متاحاً إلى جانب ما سبق جعله في الاستخدام وبعيداً عن أي أخطار محتملة بسبب الكثافة العددية وتدافع الحشود البشرية. وقال: إن جسر الجمرات الذي تتعدد مساراته وتتعدد أدواره وتتعدد مداخله ومخارجه الجانبية كل ذلك مما يفسح المجال لاختيار المسار الأكثر ملاءمة لارتياده حسب الموقع الذي يقطن فيه الحاج، ولعل هذا الجانب هو ما يجب التركيز عليه من أجل إنجاح انسيابية الحركة وتفكيك الحشود وتقليص مسافة الطريق واختصار عامل الزمن بما يفضي إن شاء الله إلى إنجاز خطة تفويج أكثر مرونة وديناميكية. وتابع: ولعل هذه الورشة المهمة والعديد من ورش العمل التي تمت وتتم ما هي إلا دليل رئيس على أهمية التفويج وكان التنسيق المستمر والمتابعة والاتصال المباشر بين كل الجهات الحكومية خير دليل على نجاح المواسم السابقة وكذلك موسم حج هذا العام بحول الله وقوته. وختم بقوله: "وبهذه المناسبة الطيبة لا يفوتني أن أرفع شكري وامتناني لولاة الأمر حفظهم الله الذين لهم اليد الطولى للتمكين للأمن الشامل للمواطن والمقيم والحاج والزائر والمعتمر ولاعتمادهم إقامة مشروعات عملاقة من توسعات متعاقبة في الحرمين الشريفين وفي المشاعر المقدسة ومنها مشروع جسر الجمرات". وقال إن هذا المشروع "عبارة عن مدينة متكاملة المرافق والخدمات للإشراف والمراقبة والتنظيم مع الاستخدام التقني بالصوت والصورة، إضافة إلى بسط الأمن والعلاج الطبي والإسعافي. هذه إلمامات سريعة لجانب مما يتم من أجل الحجيج جعله الله في ميزان حسنات ولاة الأمر وزادهم توفيقاً لكل ما يحبه ويرضاه". وتناولت الورشة عدداً من المواضيع التي تم عرضها حيث قدم وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية الدكتور حبيب زين العابدين شرحاً لتطورات أعمال منشأة الجمرات ومترو المشاعر المقدسة، حيث أوضح جاهزية مهابط للطائرات على جسر الجمرات. وقال إن الدور الخامس من الجسر سيتم تضليله بمظلات لمنع التعرض للإصابة بضربات الشمس في الجسر، وكشف أن تكلفة رحلة الحاج على القطار في المشاعر 250 ريالاً. وقدم اللواء سعد الخليوي عرضاً عن خطة الأمن العام في إدارة تجمعات ومشاة الحجاج لرمي الجمرات. وقدم وكيل وزارة الحج عيسى رواس عرضاً عن لجنة ضبط ومراقبة تفويج الحجاج وآليات وتعليمات برنامج جدولة رمي الجمرات. واستعرض اللواء سليمان العمرو خطة الدفاع المدني لإجراءات السلامة في منطقة ومشاة جسر الجمرات. كما استعرض وكيل وزارة الحج سهل الصبان خطة وزارة الحج للنقل والمشاريع المقدسة وتنظيم نقل ونفرة الحجاج وعلاقته بجدولة رمي الجمرات. وقدم المهندس صالح عزت دور أمانة العاصمة المقدسة في تعزيز البيئة الصحية في مشعر منى. وقدم الدكتور محمد إدريس الدراسات العلمية والنتائج العملية لإدارة حشود الحجاج التي قام بها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج. وعرض الدكتور عبدالله الجازع توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة للطقس خلال أيام الحج وآليات التنسيق والتنبيه. وقدمت قوات الطوارئ الخاصة خطة إدارة حشود الحجاج وتنظيمهم بمنشأة الجمرات.