جاء قرار إحالة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية د. أبو بكر باقادر للتقاعد مثيرا للجدل ، والاستغراب ، خاصة وأنه أتى في توقيت كان الناس والوسط الثقافي ينتظرون حسم المشكلة التي أثيرت مع بعض المثقفين السعوديين ، والمتعلقة بإهانة وشتم مدير مكتبه خالد العمير للروائي عبده خال ، خلال الرحلة التي أقلت المشاركين في الأسبوع الثقافي السعودي المتجهة من الدوحة إلى الرياض ، بحسب تقرير نشر امس الخميس .. وكانت الحادثة قد حصلت خلال طلب مدير مكتب وكيل الوزارة من الكاتب عبده خال تغيير مقعده ، لتجلس عليه إحدى الموظفات ، ورفض عبده خال طلب العمير في جدال كبير ، وتضامن كل من الناقدة لمياء باعشن ، والشاعر عبد الله الصيخان مع زميلهم عبده خال ، بحسب تقرير نشرته وكالة أنباء الشعر . وبحسب الوكالة ، رفع الصيخان شكوى إلى معالي وزير الثقافة د. عبد العزيز خوجة فور عودتهم إلى أرض المملكة ، شارحا له الموقف بالكامل ، وقد صرح للصحافة أنه اتصل أيضا بالوزير ، وأخبره ما حصل مع كاتب بحجم عبده خال ، وسط التزام الوكيل ومسؤول الوفد الصمت ، وترك مدير مكتبه دون أن يتدخل ، واختار موقف المتفرج . وهذا ما جعل عبده خال يطالب وكيل الوزارة بالاعتذار ، عما حصل له ، كونه مسؤول الوفد المكلف ، وكون الشخص الذي تصرف مع المثقفين يعمل مديرا لمكتبه ، أي أنه مسؤول عن أوضاع وراحة الجميع . وكان الكاتب والروائي عبده خال قد قال " أنه لم يتلق أي اعتذار من وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية عما بدر من سكرتيره حياله من تلفظ على متن الطائرة. وقال عبده مازحا: «يبدو أن ما حصل وما سيحصل مستقبلا هو ضريبة البوكر». وأوضح عبده خال، الحاصل على جائزة البوكر العربية عن روايته «ترمي بشرر» أخيرا، أن الطائرة التي أقلت الوفد السعودي لم تكن مقاعدها مرقمة، ولم تحدد فيها مقاعد معينة لشخصيات. وحول رفعه تقريرا عن الحادثة لوزارة الثقافة والإعلام، قال خال: «هذه المهمة تولاها الصديق عبد الله الصيخان، لكنني لم أتلق أي رد حتى الآن»، مضيفا سأكتب تقريري عن الواقعة عندما تطلب مني وزارة الثقافة والإعلام ذلك " ولم تقف الشكاوى عند هذا الحد ، بل تكشفت الكثير من الأمور ، فقد قال المشتكون في تصريحات نشرتها جريدة الحياة السعودية " أن الوكيل قد اصطحب عائلته معه ضمن الوفد ،والأكثر من ذلك أن اسم ابنته كان ضمن الفنانين التشكيليين المشاركين بالأسبوع الثقافي السعودي بالدوحة ، وكانت حاضرة كفنانة ، ولكن بلا أي لوحات. وقبل عدة أشهر ،بحسب التقرير ، نشرت الصحافة السعودية تصريحا للدكتور معجب الزهراني كاشفا فيه عن تجاوزات قانونية وأدبية ارتكبها وكيل وزارة الثقافة للعلاقات الخارجية أبو بكر باقادر في حث الثقافة والمثقفين ، مؤكدا أن باقادر عمد إلى ترجمة النص الإنكليزي لموسوعة الأدب السعودي إلى عدة لغات ، دون الحصول على إذن من اللجنة المشرفة ، وأشار إلى أن اللجنة اكتشفت بأنه قام بترجمة الموسوعة إلى أربعة لغات ، وخاطبوه بمخالفته للقانون وتجاوزه الأدبي ، ولكنه تجاهلهم ولم يرد عليهم ، مما جعل اللجنة تلجأ لرفع شكوى إلى وزير الثقافة ، تجنبا للجوء إلى الجهات القضائية ، مؤكدا أنهم ينتظرون رد الوزير وهم واثقون بعدم إهماله لها . وما يثير الاستغراب ، كما يقول التقرير الذي كتبه جاسم سلمان، أن الوزير قد علم بالحادثتين ووعد المشتكين بعمل اللازم ، ولكنه لم يفتح تحقيقات رسمية ، بل إن الوزارة أصدرت قائمة بأسماء المحالين للتقاعد ، وعلى رأسهم وكيل الوزارة ، فهل يكون الروائي عبده خال ، والناقد معجب الزهراني وموسوعة الأدب السعودي قد أطاحوا بوكيل الوزارة د. أبو بكر باقادر ؟ وكان هذا رد معالي وزير الثقافة والإعلام على الشكاوى ، هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هذه الأيام . يذكر أن وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة رعى ، يوم السبت الماضي ، حفل تكريم موظفيها المتعاقدين والذين يبلغ عددهم 75 موظفا ، ومن بين المحالين للتقاعد هذا العام وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية الدكتور أبوبكر أحمد بن أبوبكر باقادر، وسمر حسين فطاني كبير المذيعين بإذاعة جدة، والمذيعة سلوى شاكر، والمذيعة نوال بخش.