أفاد كبير مستشاري الرئيس الأمريكي حول الإرهاب، جون برينان، بأن هناك أدلة، لا تقبل الجدل، بسعي عشرات الحركات الإرهابية لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، وهي القضية محور قمة الأمن النووي التي تناقش في واشنطن سبل تفادي وقوع أسلحة نووية في أيدي تلك المنظمات. وبدوره أكد مسؤول استخباراتي، آثر عدم كشف هويته، أنه رغم سعي القاعدة الحثيث لحيازة سلاح نووي، إلا أنها لم تنجح في تحقيق هذا الهدف، منوهاً: "في هذه اللحظة، لا يبدو أنهم أحرزوا تقدماً كبيراً.. ورغم ذلك سنستمر في مراجعة كافة المعلومات التي نتلقاها لتحديد إذا ما نجحت جهودهم في هذا الاتجاه." إلا أنه استبعد تحقيق التنظيم الذي يقوده السعودي، أسامه بن لادن، بالقول: ""تطوير سلاح نووي ينطوي على عملية تقنية متطورة جداً.. والقاعدة لم تتقن أساسياتها بعد على حد علمنا في الوقت الراهن." وطبقاً لمراجعة الرئيس الأمريكي حول الوضع النووي، فأن امتلاك الإرهابيين لمواد نووية واستخدامها في شن هجمات، تعد هاجساً أكبر من مخاوف اندلاع حرب نووية عالمية. وبدوره لفت برينان خلال مؤتمر صحفي فى مستهل "قمة الأمن النووي" إلى أن تنظيم القاعدة، على وجه الخصوص، حاول جاهداً حيازة سلاح نووي خلال السنوات ال15 الماضية. ويتيح امتلاك قدرات نووية للقاعدة تحقيق هدفها الوحيد وهو : امتلاك القدرة ليس لتهديد أمننا فحسب بل النظام العالمي على نحو غير مسبوق، ولكن أيضاً لقتل وإصابة عدة آلاف من الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال"، على حد قوله. وأوضح أن الجريمة المنظمة والعصابات الإجرامية، التي تدرك تماماً سعي الحركات الإرهابية لحيازة النووي، قد تحاول مساعدتهم في الحصول على تلك المواد بهدف المكسب المالي. وجاء رد المسؤول الأمني استجابة لإلحاح الصحفيين إذا ما كانت هناك معلومات استخباراتية محددة تشير إلى تهديد فعلي الآن، قائلاً: تبرز أنشطة القاعدة الكثيرة وتصريحاتها العلنية عزيمتها على تنفيذ هجمات ضد الولاياتالمتحدة ومصالح غربية." وأشار تقرير حديث نشر الاثنين إلى 18 حالة موثقة لفقدان أو سرقة اثنين من العناصر الرئيسية لإنتاج سلاح نووي. وتحدث التقرير، ويحمل عنوان "تأمين قنبلة عام 2010 ،الصادر من "مبادرة التهديد النووي" عن حادثتين على وجه التحديد: الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2007 عندما هاجم مسلحون منشأة نووية في جنوب أفريقيا، كان بها مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم عالي التخصيب. وأجهضت محاولة السرقة إلا أن المهاجمين نجحوا في الفرار. والحادثة الأخرى، اعتقال روسي في جورجيا وبحوزته قرابة 80 غراماً من اليورانيوم عالي التخصيب، في فبراير/شباط عام 2002. ورجح أن المادة مصدرها منشأة روسية للوقود النووي. كما أعرب خبراء عن مخاوفهم من الترسانة النووية الباكستانية، رغم تأكيدات حكومة إسلام إباد بتأمينها. وتخزن باكستان ترسانتها النووية بطريقة تجعل من الصعب جمعيها، خاصة وأن المكونات تحفظ في مواقع مختلفة. وتأتي التطورات في وقت تتواصل فيه أعمال "قمة الأمن النووي" التي انطلقت الاثنين بمشاركة زعماء 46 دولة، في أول جهد دولي غير مسبوق لمناقشة تخفيف الخطر العالمي من الأسلحة النووية ومنع انتشارها وحيازاتها من قبل حركات إرهابية. وستسعى القمة للحصول على تعهدات من جميع الدول لاتخاذ خطوات لوقف انتشار النووي وتأمين المواد النووية الضعيفة وتحصينها.