لم يتبادر إلى ذهن سائق سعودي أية وسيلة نظامية أو مشروعة يجبر بها إدارة روضة خاصة كان يعمل لحسابها على تسليمه مستحقاته، سوى إقحام طفلة بريئة كانت تستقل حافلته، ليجعل منها رهينة يساوم بها مديرة الروضة. «ابنتكِ رهينة عندي حتى تعطيني مديرة الروضة جميع مستحقاتي المادية» بهذه الكلمات تلقت زوجة محمد الناصر ظهيرة يوم السبت الماضي نبأ رهن طفلتها ذات الثلاث سنوات ونصف السنة، التي تفوه بها عبر الهاتف سائق حافلة قررت إدارة روضة خاصة في حي المزروع بالقطيف الاستغناء عن خدماته. وبحسب التفاصيل التي وثَّقتها «الشرق»، فقد أبلغ السائق الوالدة بضرورة الاتصال بمديرة الروضة للضغط عليها لتسليمه مستحقاته المادية، قبل أن يخلي سبيل ابنتها، وقال محمد الناصر ل «الشرق»: «أصيبت زوجتي برعب بالغ، وأخذت ترتجف، ولم تعلم ماذا تفعل، لأني أعمل في الظهران بعيداً عن مقر سكني في القطيف، حتى قررت الاتصال بشقيقها الذي يعمل في مدرسة في نفس المنطقة، فتوجه للروضة فوراً، ليجد السائق محتجزاً الطفلة بالفعل داخل الحافلة، وقد أقفل عليها، وكان في ذات الموقع سائق جديد ومشرفة الحافلات ومديرة الروضة، وأثناء مفاوضات ومشادات كلامية مرَّت دوريَّة شرطة كانت قريبة من المكان، فسارع السائق إلى إخلاء سبيل الطفلة، وقد أعطته المديرة في هذه الأثناء 1500 ريال، يمثل نصف المبلغ الذي يطلبه، بينما أبلغ خال الطفلة رجال الأمن أنه قد تم تسوية الخلاف، وأنه لا يرغب في تقديم بلاغ للشرطة عما حدث». وهو ما أكده فعلاً ل «الشرق» الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، الذي قال إن الأجهزة الأمنية لم تبلَّغ رسمياً عن شيء مما حصل، مضيفاً إنه إذا كان ثمة خلاف بينهم فقد تمت معالجته وتسويته ودِّياً، ما يرجحه قول محمد الناصر ل «الشرق» في ختام حديثه إليها «اتصل بي السائق لاحقاً واعتذر لي عما بدر منه»! بدورها، حاولت «الشرق» الوصول إلى بقية أطراف القصة للوقوف على ملابساتها، حيث توصلت إلى السائق الذي تحتفظ باسمه، الذي برر فعلته بقوله إن إدارة الروضة اتفقت معه على إيصال الأطفال لقاء ثلاثة آلاف ريال شهرياً، مشيراً إلى أنه بعد إيصالهم لمدة أسبوعين أرسلت له مديرة الروضة (تحتفظ «الشرق» باسمها) رسالة على هاتفه تفيده بإيقاف التعامل معه بسبب شكوى ضده تقدمت بها مشرفة الحافلة للإدارة، وأضاف «طالبتهم بالمبلغ كاملاً لأنهم من فسخ العقد، وحين تجاهلوا اتصالاتي حضرت إلى الروضة لأطالب بحقي، فوجدت الأطفال قد ركبوا الحافلة مع سائق آخر ومشرفة أخرى». ومن هنا تكمل مديرة الروضة «أبلغتني المشرفة أن السائق احتجز الأطفال داخل الحافلة، فخرجت مسرعة، وكنت قد أبلغته يوم الأربعاء أننا سندفع له يوم السبت عن المدة التي أوصل خلالها الأطفال، فخرجت له بالنقود والفواتير؛ لأجده قد احتجز جميع الأطفال في الحافلة وأقفل عليهم الباب، فحدث تلاسن بيني وبينه، وخوفاً على سلامة الأطفال قررنا فتح الباب الجانبي وأخرجنا الأطفال، غير أنه أمسك بآخر طفلة قبل نزولها، وسارع بالاتصال بوالدتها ليخبرها أن ابنتها رهينة عنده.