يواجه أكثر من 200 طاهٍ سعودي تخرجوا في كليات وجامعات ومعاهد فنية سعودية شبح البطالة بعد أن وجدوا صعوبات كثيرة في الحصول على فرصة عمل داخل الفنادق أو المطاعم الكبيرة في المملكة وكذلك في أقسام التموين داخل إدارات وجهات حكومية وخاصة. وشهدت السعودية منذ سنوات حملات لتحفيز الشباب إلى دخول مجال الحرف اليدوية والمهنية لإيجاد فرص عمل. وترافق هذا مع إنشاء الكثير من المعاهد الفنية والأقسام المهنية المتخصصة في الكليات والجامعات الحكومية والخاصة. إلا أن خريجي هذه المؤسسات اصطدموا بواقع وصفه المراقبون بالمُحبط. وقال ياسر جاد، أحد أهم الطهاة السعوديين مدير جمعية الطهاة في السعودية، ل"العربية.نت": "أكثر الطهاة السعوديين لا يجدون عملاً بسهولة. الكثير منهم لم يعمل بعد لأن أصحاب العمل لا يثقون كثيراً بالعامل السعودي". وأكد أن "الطهاة السعوديين يطلبون رواتب معقولة لكن أصحاب العمل ينظرون إليهم كعديمي خبرة ويفضلون تشغيل طهاةٍ من الخارج بنفس الرواتب، مع امتلاك أولئك للخبرة التي يقول أصحاب العمل إنهم يبحثون عنها". وأضاف جاد، الذي يدير مسابقات سنوية بين الطهاة السعوديين: "حتى نتجاوز المشكلة نحتاج لدعم من الجهات ذات العلاقة، ويجب أن تكون هنالك ثقة من أصحاب العمل بالطهاة السعوديين. كما أن هؤلاء لن يحصلوا على الخبرة أبداً إذا لم تعطَ لهم الفرصة في العمل داخل تلك الأماكن الكبيرة مثل الفنادق والمطاعم والمستشفيات وشركات الإعاشة أيضاً". واعتبر جاد أنه "من المهم عمل قوانين تحمي حقوق الطهاة السعوديين حتى لا يتعرضوا لأي نوع من أشكال التعسف"، مضيفاً أن "التواصل مع المجتمع والإعلام وثقة الناس بخدماتهم قد تشكل نقلة معنوية يمكن أن تسهم في الدفع بالكثير من الشباب الباحث عن عمل في اقتناص فرصتهم في الأعمال الحرفية والمهنية". يُذكر أن جامعة الأمير سلطان في أبها وجدة لها أقسام متخصصة في مجال الفندقة تضم أقسام طهي، بالإضافة إلى وجود معاهد خاصة مثل الحكير في الرياض والمعهد الفني في المدينةالمنورة التي تشكل رافداً مهماً في تزويد سوق العمل بما يحتاجه من يد عاملة سعودية مؤهلة أكاديمياً في مجال الطهي.