لاقت فكرة إنشاء نادي جواز السفر العالمي للعلوم والتكنولوجيا والتي طرحتها واحة جدة للعلوم استحساناً وترحيباً كبيرين من قبل العديد من المختصين والمخترعين والمسؤولين، واعتبروها بداية انطلاقة نحو العالمية في خدمة الموهوبين والمبدعين بالمملكة. وتهدف فكرة "نادي جواز السفر العالمي للعلوم والتكنولوجيا" لدعم المبتكرين والمبتكرات الصغار وتقديم المساندة اللازمة لتحقيق ما يرجونه من نجاح وازدهار لإبداعاتهم، فيما يصب في تقديم جيل إبداعي جديد يرفع اسم الوطن عالياً في المحافل الدولية، وبدعم وتشجيع ورعاية الإتحاد العالمي لمراكز العلوم والتكنولوجيا (آستك)، ومقره واشنطن بالولايات المتحدةالأمريكية. حيث سيتمكن كل الموهوبين الصغار والمبتكرين الكبار من الجنسين من الحصول على جواز السفر العالمي للعلوم والتكنولوجيا ، وبالتالي استطاعتهم التواصل مع أكثر من 300 مركزاً عالمياً للعلوم والتكنولوجيا المنتشرة حول العالم ، ويدخلها مجاناً ، ويتمثل أعضاؤه في تشجيع الموهوبين والموهوبات، في حين تعمل إدارة الواحة على تصميم البرامج والأنشطة التفاعلية للنادي وتقديم الدعم والمساندة المستمرة بدعم آستك وكل الدول المشاركة في تأشيرة الدخول بهذا الجواز. وقد أشاد عدد من العلميين والتربويين والمهتمين برعاية المواهب بالمملكة بتلك الخطوة الهامة، واعتبروها بداية مرحلة جديدة لانطلاقة جيل من المبتكرين نحو العالمية.. حيث أكد المخترع الدكتور عبدالله باحطاب أن تلك الخطوة تعتبر توطين التقنية والصناعة بالمملكة، ودعا إلى ضرورة عمل عدة آليات للاستفادة من تلك الخطوة، منها وضع آلية للعضوية وتبني الأفكار ودعمها وتنفيذها على أرض الواقع من خلال أسلوب الشراكة والأطراف المشاركة، كما دعا إلى وضع آلية واضحة وحديثة بخصوص تسجيل الاختراعات، ونشر ثقافة الابتكار وآلياته بين أعضاء النادي. من جانبه يرى المخترع مشعل الهرساني أن هذا النادي يعتبر خطوة جديدة في دعم المبتكرين والمخترعين والموهوبين لزيادة المعرفة وتوسعة دائرة التفكير والإبداع لديهم.. وأكد على إمكانية التعاون بين الموهوبين في هذا الوطن والموهوبين في الدول الأخرى مما يؤدي إلى تبادل الخبرات بينهم. ويعتبر المخترع رياض الجارالله أن هذه البادرة تعكس بُعد نظر القائمين على هذا المشروع وعلى رأسهم الدكتور مازن بليلة رئيس مجلس إدارة الواحة، فالمشروع بأهدافه يعتبر نقلة نوعية باتجاه اكتشاف المواهب ورعايتها وترجمتها إلى مساهمات في بناء الوطن فكريّاً وعلمياً واقتصاديا. وقال: أن إدراج الجوانب الاجتماعية والشخصية أيضا ضمن برنامج النادي سيكون له أثر إيجابي بالغ نحو تنمية الفرد والمجتمع ونشر ثقافة النجاح بين أفراده. واقترح الجارالله أن يكون ضمن المشروع إنشاء مركز متنقل يقوم بجولات منظمة في مناطق المملكة للتعريف بالنادي وأهدافه والتعرف على الموهوبين خارج منطقة مكةالمكرمة بالتنسيق مع مراكز الموهوبين في إدارات التعليم في المناطق لتعميم الفائدة وخطوة نحو تحقيق أمثل لأهداف النادي ورؤيته. أما الأستاذ محمد حداد، رئيس وحدة الإشراف والتدريب بإدارة الموهوبين بالرياض فأوضح بأن هذه المبادرة من أفضل المبادرات الإبداعية لما تسهم به وتقدمه بفعالية من خلال إكساب الموهوبين مهارات التعلم الذاتي والبحث العلمي مستخدمة استراتيجيات التفكير المتنوعة العليا والاساسية الموصلة لانتاجات ابداعية ابتكارية يستفيد منها المجتمع، ومسهلة على الموهوبين آليات الاختراع وبراءاته. وبارك حداد هذه المبادرة التي تخدم فئة الموهوبين الذين سيقدمون لوطننا الغالي كل إبداع وتجديد وابتكار بالتوسع والنشر الإعلامي المتنوع والمحترف لمثل هذه المبادرات والأفكار الرائعة حتى تحقق ما رسمت له من أهداف ورسائل ورؤى، وعقد اتفاقات استراتيجية مع المؤسسات الحكومية والأهلية التي تقوم برعاية ودعم الطلاب الموهوبين. وأضاف: أنني على يقين تام بأن مثل هذه المشاريع والمبادرات لكي تنجح وتحقق ما تصبو إليه فإنها تحتاج إلى دعم مادي ومعنوي، لذلك يجب على كل منا دعم ومساندة مثل هذه المشاريع والمبادرات تحقيقاً للتكامل وسعياً للانجاز وتحسيناً للأداء، بتضافر الجهود والمشاركة في خدمة وطننا الحبيب. أما الأستاذة سوزان باناجة مدير إدارة الموهوبين بتعليم جدة فأكدت أن رعاية الموهوبين ليست مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها وإنما هي مسؤولية مشتركة بين المجتمع بجميع مجالاته. فوجود جهة مساندة تقدم برامج تربوية لتلك الفئة تعطي فرص متنوعة يستطيع الموهوب أن يختار من بينها كما تعطي فرصة لاكتشاف المزيد من الموهوبين والمبدعين. وأضافت باناجة أن من أهم الأهداف التي يمكن أن تحققها فكرة رعاية الموهوبين والمبتكرين أن المجتمع سيتعرف على ماذا يمكن أن يقدمه الموهوب لمجتمعه، فالمجتمع بحاجة لمثل تلك الفئة، فنحن بحاجة لنحول تلك القدرات والمواهب التي منحها الله للموهوب من مجرد درجات في الاختبار وتفوق دراسي إلى منتج أو مخرج ملموس يقدم خدمة للمجتمع مهما كان نوعها، وستكون حافزا للمؤسسات والشركات ذات العلاقة بنوع المخرج في تقديم الدعم للموهوب في إخراج وإكمال عمله بالصورة المطلوبة والتسويق له. ويصف طلال بكر، مدير الوحدة التعليمية بمركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية – سايتك، فكرة نادي جواز السفر بأنها تجربة رائدة وفريدة من نوعها، وقال: في اعتقادي هذه خطوة ستفتح المجال للمبدعين لخوض تجارب جديدة خارجة عن إطار المألوف. وأضاف: إذا استطعنا أن نتقمص شخصية الموهوب أو نرتدي قبعة الشخص الموهوب لنعبر عما يدور في خاطره ونشبع رغباته، نكون بذلك حققنا رسالة النادي للموهوبين. فإذا تساءل أحدهم ذات مرة عن طريقة تمكنه من استغلال إبداعه متى شاء، بحيث تتاح له الأفكار المبتكرة متى دعت الحاجة إليها، فإنه سيجد نادي جواز السفر العالمي للعلوم والتكنولوجيا.. وإذا مرت عليه أوقات يشعر فيها بأن قريحته لا تتمخض عن الكثير فإن نادي جواز السفر العالمي للعلوم والتكنولوجيا سيساعده على قدح زناد فكره. لأنه ببساطة نادي يؤمن بأن الإبداع هو الاختراع. من جهته يرى الأستاذ عبدالله السيود مدير إدارة الموهوبين بجدة والمشرف العام على نادي جدة للإبداع العلمي بأن نادي جواز السفر العالمي للعلوم والتكنولوجيا هو استكمال لما يقدم لأبنائنا الموهوبين في مراكز الموهوبين بالإدارات التعليمية من برامج إثرائية ذات عمق معرفي وتشعب، وعلينا أن ننظر للموهبة كمفهوم يحتاج لاستثمار الوقت والمال والجهد، حيث يقدم نادي جواز السفر العالمي للعلوم والتكنولوجيا ومن خلال معروضات الواحة وتواصلها مع ما يزيد عن 300 مركز علمي متخصص على مستوى العالم العديد من العروض العلمية تتيح للطلاب الموهوبين التواصل المعرفي. وأضاف السيود بأن المرحلة المقبلة تحتم المشاركة في المسابقات المحلية والدولية ذات العلاقة لتكمل وتدعم ما يقدم للطلاب الموهوبين من برامج إثرائية، باعتبارها من العناصر المساعدة في تكوين الشخصية المتكاملة القادرة على التعامل مع المتغيرات والتحديات، وذلك من خلال تفاعل الطالب بشكل بناء مع البرامج المقدمة له وتفاعله مع الطلبة الآخرين عن طريق العمل في مشروعات ونشاطات جماعية وفردية موجهة، وإتاحة الفرص الملائمة له لاكتشاف مواهبه وإمكاناته واهتماماته، وإكسابه خبرات جديدة على المستويين المحلي والدولي.