_سامي عسيري قد يبدو الأمر بسيطا: نحب الشوكولاتة لأن مذاقها حلو لكن المسألة أعقد مما نتصور إذ تتعلق بإيجاد توازن بين أنواع من الدهون والكربوهيدرات، وهو أمر يلازمنا منذ السنوات الأولى من حياتنا. أحب الشوكولاتة، ولهذا عندما أشرع في التهام قطعة، لا أملك التوقف حتى أنتهي منها. كمية قليلة من الشكولاتة لا تكفي أبدا. وعائلتي تعرف هذا الأمر، ولهذا تلجأ إلى إخفاء الشوكولاتة عني. ما الذي يوجد في بعض الأطعمة بحيث أن الكثيرين منا لا يملكون مقاومة الإغراء الذي تمثله؟ وما الذي تشترك فيه الشوكولاتة مع أنواع أخرى من المأكولات التي لا نستطيع ببساطة النطق بكلمة لا أمامها؟ يحاول عالم النباتات، جيمس رونغ، وأنا البحث عن أجوبة متعلقة بحب الناس للشوكولاتة في إطار سلسلة جديدة بشأن علم الأطعمة. "شراب ليمون وتفاحة الكسترد" تُصنع الشوكولاتة من حبوب الكاكاو التي تزرع وتستهلك في الأمريكتين منذ آلاف السنين. حضارة المايا وحضارة الأزتيك كانتا تصنعان شرابا من حبوب الكاكاو وتطلق عليه "الماء المر" لأن حبوب الكاكاو وهي مادة خام يتميز طعمها بالمرارة الشديدة. وللحصول على حبوب الكاكاو يتطلب الأمر كسر القشرة السميكة لبذرة الكاكاو من أجل الوصول إلى اللب الذي يكون له عادة مذاق استوائي قوي يتوسط شراب الليمون وفاكهة السفرجل أو القشطة الصدفية. ثم ينتزع اللب والبذور من حبوب الكاكاو، قبل دخولها في عملية تخمير تستمر بضعة أيام، يعقبها التجفيف والتحميص. ويضفي تضافر هذه العمليات، وما تجلبه من نكهة خاصة، طابعا مميزا تعشقه عقولنا. وتعد النكهة الغنية التي تنبعث من الشوكولاتة والذكريات السعيدة المقترنة بفترة الطفولة جزءا من جاذبية الشوكولاتة.