- كشف مصرف جولدمان ساكس الأمريكي، أحد أكبر البنوك الاستثمارية في العالم، أنه رغم انخفاض احتياطي العملات الأجنبية في المملكة 200 مليار دولار بنسبة 25% منذ الذروة التي بلغها في أغسطس 2014م ليستقر عند 554 مليار دولار، لكن ذلك يكفي لتغطية سبع سنوات من العجز عند مستويات عجز 2016م. وتوقع مصرف جولدمان ساكس أن تؤدي إصلاحات الميزانية الجارية للحكومة إلى خفض سعر اللازم لكي تتعادل ميزانية المملكة إلى 80 دولاراً في العام الحالي انخفاضاً من 93 دولاراً في ميزانية العام الماضي 2015. وقال البنك في تقرير صدر أواخر الأسبوع الماضي: إن خطة التحول الوطني وما يصاحبها من خفض في الإنفاق الحكومي ستلعب دوراً كبيراً في خفض سعر تعادل الميزانية إلى 60 دولاراً بحلول عام 2020؛ وهو ما يعني أن "الميزانية السعودية" ستكون أكثر توازناً واستقراراً وأقل تسجيلاً للعجز في ذلك الحين، بحسب "مكة". وأشار المصرف في تقريره إلى أن التكلفة المنخفضة لإنتاج نفط المملكة؛ إذا ما تم اقترانها باستراتيجية لتوسيع الحصة السوقية للنفط السعودي في الأسواق العالمية من خلال زيادة الإنتاج ستؤدي إلى خفض سعر تعادل الميزانية إلى نحو 50 دولاراً في الأعوام ما بعد 2020. وأوضح المصرف: أن رؤية المملكة 2030 وما تلاها من مبادرات برنامج التحول الوطني 2020 تهدف إلى تحقيق وضع مالي أكثر استدامة. ولكن جولدمان ساكس ذكر أن هذه الإصلاحات لن تأتي بدون "ألم على المدى القصير". وتوقع أن تؤدي خطة التحول الوطني وإصلاحات الميزانية المصاحبة إلى تراجع في مبيعات قطاع التجزئة والذي من المتوقع أن تهبط بنسبة 7% في العام الحالي و5% في العام المقبل. وأضاف البنك أن قطاع المقاولات والإنشاءات سيتأثر كذلك، حيث من المتوقع أن تهبط قيمة المشاريع التي سيتم ترسيتها في السنة المالية 2017 – 2018 بنحو 25% إلى 50% من مستواها في السنة المالية 2014 – 2015. وبشأن قطاع المصارف السعودي، قال جولدمان ساكس: إنه من المتوقع أن ترتفع تكاليف الائتمان بنحو الضعف في 2017 عن مستواها في 2015. وبحسب التقرير، فإن قطاع المصارف في المملكة يعاني الآن من تراجع في السيولة. وقال المصرف: إن البنوك بالمملكة هي الممول الأول للسيولة للقطاع الخاص والقطاع الحكومي خلال الأشهر ال12 الماضية، وارتفع معدل القروض من إجمالي الودائع لدى البنوك إلى 90% بنهاية سبتمبر 2016 من 80% في سبتمبر 2015. وحتى يحافظ القطاع على معدل قروض إلى ودائع عند مستوى مريح تحت 85% فإن جولدمان ساكس يقول: إنه يجب إيداع 40 مليار دولار في "المصارف السعودية". وقال مصرف جولدمان ساكس: إنه لا يتوقع أن تفك المملكة ارتباط عملتها بالدولار الأمريكي في الوقت الراهن؛ نظراً لأن هذا سيتسبب في زيادة التضخم؛ نظراً لارتفاع تكاليف الواردات وهو أمر صعب في ظل الإصلاحات المالية التي تنفذها الحكومة.