قال باحثون أميركيون إنه من الممكن تشخيص مرض التوحد لدى الأطفال عند بلوغهم عمر ال 6 أشهر ما يشكل تطورا كبيرا في سبيل الاكتشاف المبكر لهذا المرض. ففي وقتنا الحالي، ليس باستطاعة الأطباء تشخيص المرض إلا بعد مرور عامين على ولادة الطفل أي عندما تظهر السلوكيات المرضية والاضطرابات اللغوية عند الأطفال. وسيساعد الكشف المبكر عن عوارض المرض في الحد من الاضطرابات السلوكية المصاحبة لمرض التوحد، لكنه في الوقت الذي يعمل فيه العلماء على تطوير اختبارات تعتمد على تقنيات تصوير المخ أو آليات حركة العين لمراقبة الدلالات البصرية لمعرفة أولى علامات التوحد، فإنه لا يمكن الاعتماد عليه لتشخيص المرض عند الأطفال الرضع. ويقوم الاختبار الجديد على فحص كثافة المادة البيضاء، اي الجزء من الدماغ الغني بالألياف العصبية والممر الرئيس الذي يصل الأجزاء المختلفة من الدماغ. وشملت الدراسة البحث في أنماط نشاط المخ لدى 54 طفلا عرضة لخطر الإصابة بمرض التوحد بالإضافة إلى 50 رضيعا لا يعاني أشقاؤهم من المرض. وسجل نشاط المخ في هاتين المجموعتين عن طريق وضع مجسات على فروة الرأس، ومن ثم قياس الإشارات الكهربائية الصادرة عن المخ. ووجدت الدراسة أن كثافة النشاط الكهربائي الصادر عن المخ قد تضاءل في مناطق معينة لدى الأطفال المعرضين للإصابة بمرض التوحد، والى وجود أنماط غير عادية من التواصل عن طرق العينين والتفاعل الاجتماعي. وقال الباحثون أنهم تمكنوا من تشخيص 17 حالة كانت عرضة لخطر الإصابة بالمرض في سن الثالثة. ويؤمل أن يفضي التشخيص المبكر للمرض إلى تطوير دماغ الطفل بطرق مختلفة من أجل التغلب على المشاكل الناجمة عن المرض.