قالت الحكومة النمساوية اليوم الثلاثاء إنها قد تضطر للجوء إلى القوة لتسهيل التعامل مع أي تكدس للاجئين على أراضيها، إذا قررت ألمانيا عدم السماح لهم بالدخول عبر حدودهما المشتركة. لكنها ستستمر في العمل عن كثب مع جارتها لتسريع عملية ضبط حركة اللاجئين. وأعادت ألمانيا فرض إجراءات ضبط الحدود، وقيدت السفر عبر السكك الحديدية من النمسا في جهود لإبطاء وتيرة تدفق المهاجرين الذين يصل الآلاف منهم إلى أراضيها يوميا. وتسمح النمسا إلى حد كبير للاجئين بالدخول إلى أراضيها من المجر دون أي عوائق وتعمل على نقلهم باتجاه ألمانيا. وردت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل ليتنر على سؤال لأحد الصحفيين عما سيحدث إذا أغلقت ألمانيا الحدود بالقول "حينها سيحصل تجمع هائل (للاجئين) هنا في النمسا، وبالتالي عندما نصل إلى هذه المرحلة سنحتاج بسرعة إلى رد أوروبي". وأضافت للصحفيين قبيل اجتماع للحكومة "وإلا سنكون أمام احتمالين: إما الاستمرار فيما نفعله حتى الآن أو فرض قيود صارمة على الحدود". وتابعت "لكن حينها علينا أن نفترض وجود مظاهر للقوة وأن استخدام القوة سيكون ضروريا". وشدد المستشار النمساوي فيرنر فايمان على أهمية التنسيق مع ألمانيا بخصوص تلك المسألة، على الرغم من أن الجارين لم يتصرفا دائما وفق إجراءات منسقة في الأزمة التي تسبب بها التدفق المستمر لمئات آلاف اللاجئين هذا العام إلى الاتحاد الأوروبي هربا من الموت والفقر في الشرق الأوسط وإفريقيا. وحذر فايمان في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء من استخدام تعابير مثل "إغلاق الحدود" واعتبر أن إجراءات ضبط الحدود الألمانية مطبقة الآن وبالتالي يتعين على النمسا التعامل مع تجمع اللاجئين على أراضيها بانتظار دخول ألمانيا. وأشار فايمان إلى أنه يتعين على النمسا في الوقت الحالي أن تظهر لألمانيا أنها بدورها تستقبل ما يكفي من اللاجئين. وشهدت النمسا أكبر معدل لطالبي اللجوء في أوروبا قبل الأزمة وكانت تستقبل اللاجئين الذين اختاروا طلب اللجوء عوضا عن إكمال الطريق نحو ألمانيا. وقال فايمان للصحفيين "لن يقال في ألمانيا أن النمساويين يفعلون كما يفعل المجريون ويسمحون فقط للناس بالعبور" في إشارة إلى سياسة حكومة بودابست المناهضة للهجرة والتي اكتفت بنقل عشرات آلاف المهاجرين سريعا إلى حدودها مع النمسا. وأشار إلى أن أكثر من 90% من 167 ألف مهاجر وصلوا إلى النمسا منذ أوائل سبتمبر أيلول أكملوا طريقهم صوب ألمانيا.وأضاف "علينا أن نظهر لألمانيا عبر تعاوننا أننا نقوم بواجبنا. عرض الحقائق بتجرد هو ما يصنع صديقين جيدين".