وجه المشاركون في المؤتمر الثاني لأكاديمية القدم السكري (DFA) تحذيراً مباشراً إلى النساء بسبب ارتدائهم أحذية خطيرة تؤثر بشكل سلبي عليهم لاسيما مرضى السكري الأمر الذي قد يتسبب في تقرحات وجروح القدم والذي من المتوقع أن يسبب بتر لأقدامهن. وكشف المؤتمر والذي يقام بدعم ورعاية وزارة الصحة بمشاركة 50 طبيباً وجراحاً من مختلف مستشفيات المملكة ومراكزها الطبية عن دراسة تشير إلى ارتفاع مخاطر ارتداء الأحذية لدى النساء بنسبة 51% مقابل 27% لدى الذكور. واستعرض المؤتمر في ثالث أيامه أمس (الاثنين) المبادئ الأساسية لعلاج القدم السكرية وتقنيات التئام الجروح لدى مرضى السكري حيث كشف بأن 15٪ من المرضى المصابين بداء السكري يعانون من جروح لا يمكن شفاؤها على الرغم من العلاج، وأوضح بأن تقرحات القدم هي السبب الوحيد والأكثر شيوعاً في فقدان مرضى السكري لأطرافهم. وحذر المؤتمر من مخاطر الأحذية والتي تسبب التشوهات في الأقدام، مشيراً إلى أهمية أن يتصف الحذاء بمواصفات معينة تحمي مرتديه من الضرر. ثم توجه المشاركون إلى مستشفى الملك فهد لزيارة مرضى السكري وتفقد حالاتهم ومناقشتها بمتابعة من الدكتور نشأة غندورة استشاري جراحة عامة ورئيس قيم الجراحة بمستشفى الملك فهد بجدة من جانب آخر تتواصل صباح اليوم (الثلاثاء) جلسات المؤتمر حيث يستعرض التنظير الجراحي لمرضى السكري، ومنع المضاعفات والدراسات المتخصصة في هذا المجال. ويقام المؤتمر بدعم ورعاية وزارة الصحة لمدة خمسة أيام بمشاركة عدداً من الخبراء وكبار الأطباء العالميين إضافة ل50 جراحاً من منسوبي وزارة الصحة، ويحظى باعتماد قسم الجراحة وأمراض العظام في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو بالولايات المتحدة الأميركية وبرامج التعليم الطبي المستمر (CME). ويرأس المؤتمر الدكتور خالد بن عبدالله طيب استشاري أمراض السكري والغدد الصماء ومدير مركز السكري والغدد الصماء بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة رئيس مجلس إدارة جمعية شفاء، ويشارك أبرز الخبراء حول العالم وهو الأستاذ الدكتور جيريت مولدر من جامعة كاليفورنيا سان دييجو. ويناقش المؤتمر خلال الجلسات والمحاضرات وورش العمل مضاعفات الأطراف السفلية وقرحة القدم لدى مرضى السكري والتي تُعد أخطر مضاعفات مرض السكري، ويستعرض أحدث التقنيات في التعامل مع مرض السكري، مع التركيز بشكل خاص على الحالات العملية والإجراءات الجراحية المباشرة وتظهر أهمية المؤتمر وفقاً للإحصاءات التي تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُعد من أكثر المناطق تأثراً بتبعات مرض السكري، حيث ينتشر السكري في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة تتراوح بين 25 و35 بالمائة بين البالغين، في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة حدوث الآفات في الأطراف السفلية وقرحة القدم لدى مصابي السكري في المنطقة وتصيب 50 بالمائة من مرضى السكري. وتعتبر قرحة القدم السكري واحدة من أكثر مضاعفات المرض شيوعاً وأشدها خطراً حيث أن إهمالها يؤدي إلى بتر القدم إلى جانب التأثيرات السلبية التي تؤثر على حياة المرضى وعائلاتهم، في الوقت الذي يعتبر فيه أن عدم العناية المناسبة للقدم وكشفها باستمرار عبر ارتداء الأحذية المفتوحة على سبيل المثال قد يساهم في تطور قرحة القدم لدى مرضى السكري، مما يؤدي إلى مشاكل خطيرة قد تؤدي إلى ضرورة البتر. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن عدد مرضى السكري في المملكة العربية السعودية يتوقع أن ينمو بواقع 283 بالمائة بين عامي 2000 و 2030، وذلك بسبب التغيرات في نمط الحياة ونوع الغذاء الذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات السمنة، حيث تسجل المملكة ثاني أعلى معدلات الإصابة بمرض السكري في منطقة الخليج بعد الإمارات العربية المتحدة. جدير بالذكر أن أكاديمية القدم السكري هي مبادرة تعليمية طرحتها تهدف للتركيز على النواحي العامة والمتخصصة التي تتعلق بالإدارة المتطورة لآفات الأطراف السفلية لدى مرضى السكري، ويُشار إلى أن هذا المؤتمر يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الأول لأكاديمية مرض السكري (DFA) في جدة والذي عقد في مارس الماضي 2011م، حيث سيتم منح المشاركين شهادة إنجاز من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو إضافة لاعتماد ساعات البرنامج عبر برامج التعليم الطبي المستمر (CME).