أنهت الهيئة العامة للسياحة والآثار أعدادها لملتقى التراث العمراني الوطني الرابع الذي يقام هذا العام بمنطقة عسير من 9 وحتى 12 صفر الجاري، برعاية أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد، وحضور رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان. ويتضمن برنامج الملتقى تنظيم كثير من الفعاليات والأنشطة المصاحبة والمعارض المتخصصة في مجال التراث العمراني، علاوة على برامج ثقافية متنوعة. وسيقام في جامعة الملك خالد ورشة عمل عن التعليم الجامعي في مجال التراث العمراني، وأخرى حول مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري الوطني بالمملكة، إضافة إلى معرض مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري، والمعرض الثالث لمشاريع طلاب كليات العمارة والتخطيط في الجامعات السعودية، ومعرض المشاريع الفائزة بجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، وحفل توزيع جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني بجامعة الملك خالد. وفي مركز الملك فهد الثقافي "قرية المفتاحة"، سيتم: الافتتاح الرسمي للملتقى، المعرض الرئيسي والفعاليات المصاحبة له، افتتاح فعالية دورة البناء بالمواد التقليدية، معارض الصور (معرض الصور التاريخية، معرض مسابقة استلهام التراث العمراني، معرض ألوان عسير)، الجلسات العلمية وورش العمل. بينما تشهد محافظة رجال ألمع: جولة في المسار الشرقي، افتتاح مركز الزوار، تدشين المسرح وصالة كبار الزوار، حفل رجال ألمع، حفل عشاء بحديقة العوص. أما محافظة النماص، فسيتم فيها: وضع حجر الأساس لقصر ثربان، ختام فعاليات التراث العمراني، يصاحب الختام عرض أوبريت فني، وإقامة حفل عشاء. ويستبق الأمير سلطان بن سلمان وضع حجر أساس قصر ثربان وختام فعاليات الملتقى بمحافظة النماص، بحضور حفل الأهالي بمحافظة بلقرن، وحفل الغداء وزيارة قرية القرية في محافظة تنومة. من جهته، قال المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والآثار، رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، الدكتور مشاري النعيم: "إن الملتقى يهدف بالدرجة الأولى إلى لمّ الشمل كما ذكر رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، فكما كانت بلداتنا القديمة في الماضي تلم الشمل وتقرب بين القلوب، فإن هذا الملتقى يقرب بين قلوب أبناء الوطن، حيث إنه يجمع كل تراث المملكة ليعبر عن الوحدة الوطنية الكبيرة التي نعيشها حسب تعبيره". وأوضح النعيم أن الملتقى سيحتفي بالتراث العمراني كما يحتفي بمن يقف وراء المحافظة على التراث ليكرمهم ويقدمهم للمجتمع ويبين الجهود الكبيرة التي يقوم بها شركاء هيئة السياحة، خصوصا وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة التعليم العالي، اللتين تعملان مع الهيئة بجعل تراثنا العمراني واقعا معاشا. وأضاف: "هذا العام يجتمع عدد كبير من المهتمين من أجل العمل على بعث الحياة في بلداتنا القديمة، فهذا الملتقى ليس من أجل دراسة التراث فقط، بل من أجل إحيائه، وهذا ما يجعل من "العمل الجماعي" الوطني محركاً أساسياً لهذا التجمع الثقافي الذي يجمع كل أبناء الوطن في مكان واحد، كما أن الهدف المهم هنا هو "الحراك الاقتصادي" الذي يمكن أن تحققه البلدات القديمة على المستوى الوطني، لذلك فإن الملتقى سيصبح فعالية وطنية مستمرة طوال العام". وأشار النعيم إلى أنه بعد الملتقى سيكون هناك برنامج شامل ونشاطات ثقافية واجتماعية واقتصادية في كل مواقع التراث العمراني في المملكة، يقوم بها كل المنتمين لهذه المواقع، وأضاف: "التراث جزء من الناس ومن تاريخهم، ولا نريده أن يتقلص إلى مجرد مناسبة سنوية، بل يجب أن يكون نشاطا دائما ومستمرا وحاضرا في عقول وقلوب الناس في كل مكان في بلادنا"، متابعا: "هذه الفكرة التي يطرحها الأمير سلطان تهدف إلى إحداث التحول المطلوب كي تصبح المواقع التاريخية جزءا من حياتنا المعاصرة والمستقبلية لا أماكن متحفية للزيارة فقط". ووجه النعيم الدعوة للجميع لحضور فعاليات الملتقى، قائلاً: "أدعو الجميع لحضور ملتقى التراث العمراني في عسير الأسبوع القادم، فهو حدث لكل أبناء الوطن، وليس للمتخصصين، وعسير جميلة في الشتاء، كما أنها جميلة في الصيف، وهذا هدف في حد ذاته، فنحن نريد أن نقول للجميع إن عسير ترحب بضيوفها في كل الأوقات، وندعو كل المواطنين كي يكتشفوا عسير وتراثها الغني في الشتاء، فقد عاش أبناؤها كل الفصول وتشكل تراثهم العمراني العريق كي يستجيب لكل الظروف، وهي فرصة حقيقية كي يتعرفوا على هذا التراث عن قرب". يشار إلى أن الموقع الإلكتروني للملتقى ( www.nbhf.org.sa ) يتضمن مزيدا من المعلومات عن فعالياته، وأن الهيئة تنظمه بالشراكة مع أمارة وأمانة المنطقة وجامعة الملك خالد ومجلس شباب عسير.