يتوجه الناخبون في بنما الاحد الى صناديق الاقتراع لانتخاب خلف للرئيس الملياردير المحافظ ريكاردو مارتينيلي بدون بروز اي مرجح حقيقي للفوز في بلد تعود ثمار النمو الاقتصادي القوي بغالبيتها الى النخبة. والناخبون المقدر عددهم ب2,5 مليون من اصل التعداد السكاني الاجمالي المقدر ب3,8 مليون نسمة، مدعوون ايضا لانتخاب نوابهم ال71 ورؤساء بلدياتهم. وهذه الانتخابات تجري في دورة واحدة على اساس نظام الغالبية البسيطة لولاية من خمس سنوات. وابرز المرشحين الى الرئاسة الذين تشير استطلاعات الرأي الى تقاربهم في النقاط، اطلقوا خلال الحملة شعارات مشابهة جدا تشير عموما الى الحفاظ على اصطفاف البلاد مع الولاياتالمتحدة وتوزيع افضل لثمار النمو الذي تتجاوز نسبته ال8% بالوتيرة السنوية. واوضح المحامي والمحلل السياسي ابراهيم اسفات "ان بنما بذلت جهدا غير عادي لفتح اقتصادها والابقاء على انضباطها المالي وضبط عجزها المالي، ولم يقترح اي مرشح تغييرا للنهج". وتشير بعض استطلاعات الراي الى فوز المعارض الاشتراكي الديمقراطي ورئيس بلدية بنما السابق خوان كارلوس نافارو، بينما تشير اخرى الى فوز المرشح اليميني ووزير الاسكان السابق خوسي دومينغو ارياس المدعوم من الرئيس المنتهية ولايته ريكاردو مارتينيلي الذي يغادر السلطة مع 67% من الاراء المؤيدة. ويأتي خلفهما خوان كارلوس فاريلا (يمين) وهو نائب الرئيس ووزير الخارجية السابق لكنه في قطيعة مع الحكومة بسبب خلافات مع الرئيس. وعلى سطح مبنى من المساكن الشعبية في الساحة المركزية سينكو دي مايو تعلق لافتة عملاقة زرقاء تدعو للتصويت الى نافارو. وعلى سطح المبنى نفسه ترفرف اعلام باللونين الاخضر والزهري هي راية حزب التغيير الديمقراطي (يميني) الداعم لارياس. وعلى الرصيف كتب على لافتة بنفسجية ان فاريلا هو الرئيس الذي تحتاجه بنما. وقال مانويل دومينغيز الذي يبيع اجهزة التحكم عن بعد وبطاريات يعرضها على قماش ارضا في احد شوارع المشاة في العاصمة لوكالة فرانس برس "اي يكن الفائز، ساذهب من جهتي الى عملي الاثنين. لكنني ساصوت لان علي التفكير في المستقبل، وفي اولادي". وهو سيصوت لفاريلا لانه كما يعتقد قادر على محاربة التضخم (4% في 2013)، "فكل شيء باهظ الثمن" بحسب ما قال بتذمر. وبالقرب منه يؤكد التقني الكهربائي لويس هيريرا تأييده لارياس. وقال "لا نستطيع العودة الى الوراء، فقد اجتازت بنما طريقا طويلا في السنوات الاخيرة بفضل هذه الحكومة. آمل ان نستمر في سلوك الطريق نفسه". ومن ساحة سينكو دي مايو التي تعج بالمتاجر الصغيرة والمساكن الشعبية وحركة السيارات يمكن رؤية حي بونتا باسيفيكا الانيق الذي يضم ناطحات سحاب على ضفاف البحر ما يشهد على فورة عقارية غير مسبوقة وموجة تحديث يجعل من البلاد "دبي اميركا" بحسب تعبير الرئيس المنتهية ولايته. الا ان ثراء بونتا باسيفيكا يتباين بشكل صارخ مع احياء الصفيح القريبة جدا حيث يعيش سكانها محرومين من المياه الجارية والمساكن اللائقة او حتى العناية الطبية والتعليم او المواصلات. وفي هذا الخصوص قال خايمي بورسيل الخبير في الشؤون الانتخابية "ان النمو الاقتصادي لم يستفد منه سوى النخبة. فاصحاب الملايين ما زالت ثرواتهم تكبر لكن على حساب الذين دونهم" فيما يضرب الفقر اكثر من 25% من السكان بحسب الارقام الرسمية. واضاف "هناك مشكلة جدية في توزيع الثروات والوصول الى البنى التحتية الاساسية. وما زال من الصعب جدا لكثيرين من الناس القول اننا "دبي اميركا". والانقسام التقليدي بين اليمين واليسار يبدو غير فاعل في الوقت الحاضر لتحديد الخط السياسي للمرشحين الرئيسيين. فنافارو من الحزب الثوري الديمقراطي هو وريث نهج قومي يساري بزعامة الجنرال عمر توريخوس الذي كان وراء تخلي الولاياتالمتحدة عن ادارة قناة بنما في 1999، لكنه يدعو الى اعتماد سياسة "التشدد" ضد الاجرام. في المقابل فاريلا من الحزب الينمي (يميني) وعد اثناء حملته الانتخابية بمكافحة التضخم من خلال ضبط الاسعار. وستفتح صناديق الاقتراع امام الناخبين للادلاء باصواتهم من الساعة 7,00 (12,00 ت غ) الى الساعة 16,00 (21,00 ت غ). وينتظر ان تعلن النتائج الاولية بعد ثلاث ساعات من اقفال مراكز التصويت. ا ف ب