يعتزم علماء بريطانيون سحق بقايا عظام قالوا قبل عام إنها تخص الملك ريتشارد الثالث لرسم خريطته الوراثية، ومعرفة أصله وحالته الصحية قبل وفاته. ويهدف هذا المشروع إلى توفير بيانات وراثية للمؤرخين والباحثين والجمهور. وبعد أخذ عينة من العظام سيقوم توري كينج من قسم علم الوراثة بجامعة ليستر بسحقها لاستخراج الحمض النووي ومحاولة تجميع الشفرة الوراثية للملك الراحل. وقال كينج للصحفيين، الثلاثاء: "تجميع جزيئات الحمض النووي تشبه تماما لعبة تجميع القطع.. تجمعها معا للحصول على أكبر قدر ممكن من الخريطة الوراثية." وحصلت جامعة ليستر، التي اكتشف أثريوها الهيكل العظمي للملك ريتشارد، على إذن من وزارة العدل البريطانية لإعادة دفن العظام في كاتدرائية ليستر. غير أن أحفاد الملك رفعوا دعوى قضائية مطالبين بمراجعة القرار ويريدون دفن رفاته في يورك بشمال انجلترا التي كانت مقر حكمه الذي استمر 26 شهرا. وهناك جدل حول مكانة ريتشارد الثالث في التاريخ. فقد صوره الكاتب المسرحي الأشهر وليام شيكسبير على إنه طاغية أحدب قتل أميرتين في برج لندن ومات في معركة وهو يصيح: "أريد حصانا.. حصان مقابل مملكتي." ويرى أنصاره أن تشويه سمعته جرى عمدا لترسيخ حكم أسرة تيودور. وكانت نظريات قد قالت إن ملك انجلترا الراحل قتل وهو يدافع عن عرشه في معركة بوسورث عام 1485، منهيا بذلك حكم أسرة بلانتاجنت لينتقل الحكم إلى هنري السابع من أسرة تيودور. يذكر أن الهيكل العظمي للملك ريتشارد عثر عليه أسفل ساحة انتظار للسيارات في مدينة ليستر الإنجليزية في واحد من أهم الاكتشافات الأثرية في التاريخ البريطاني الحديث.