** لا يجب على المسلم أن يتكاسل عن طلب رزقه ، بحجة التفرغ للعبادة أو التوكل على الله ، ( فإن السماء لا تمطر ذهباً و فضة كما قال الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) . = كما لا يحل له أن يعتمد على صدقة يمنحها ، وهو يملك القوة ويمكنه الاعتماد على نفسه ويعيل أهله . يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحل الصدقة لغني ، ولا لذي مرة - اي قوة - سوي ) . = ومن أشد ماقاومه الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم و حرمه على المسلم أن يلجأ إلى سؤال الناس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الذي يسأل من غير حاجة كمثل الذي يلتقط الجمر ) و قال : ( من سأل الناس ليثري به ماله كان خموشاً في و جهه إلى يوم القيامة ، و رضفاً يأكله من جهنم ، فمن شاء فليقلل ، ومن شاء فليكثر ) - الرضف هو : الحجارة المحماة- و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليست في و جهه مزعة لحم ) صان الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلم كرامته ، و عوده على التعفف ، و الاعتماد على النفس ، و البعد عن تكفف الناس . ** من الناحية الأخرى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدر للضرورة و الحاجة قدرها ، فمن أضطر تحت ضغط الحاجة فله أن يطلب المعونه من الحكومة أو الأفراد . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما المسائل كدوح يكدح الرجل وجهه ، فمن شاء أبقى على وجهه ومن شاء ترك ، إلا أن يسأل ذا سلطان او في أمر لا يجد منه بداً ) - الكدوح : آثار الخدش - = عن أبي بشر قبيضة بن المخارق رضي الله عنه قال : تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها فقال : ( أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمرلك بها ، ثم قال : يا قبيصة ! إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة ؛ رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواماً من عيش ، ورجل أصابته فاقه حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه : لقد أصابت فلاناً فاقة ! فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ... فما سواهن من المسألة ياقبيضة سحت يأكلها صاحبها سحتاً ) - الحمالة : مايتحمله المصلح بين فئتين في ماله ليرتفع بينهم القتال و نحوه - - الجائحة : الآفة تصيب الإنسان في ماله - - القوام : مايقوم به حال الإنسان من مال و غيره - ** = ما أعظم تعاليم الدين الإسلامي الذي راعى المشاعر الإنسانية حتى فيما يتعلق بالحاجة و السؤال ، = حث على السعي والعمل ، ونهى عن التكاسل و التواكل حتى يعرف قدر نفسه ، فإنه يحافظ على كرامته بوجود العمل الذي يكفيه شر السؤال و الحاجة يكون معتداً بنفسه ، ويقول رأيه بصراحة دون جرح لمشاعر أحد ، ومن غير ضغوطات ، ويساعد الآخرين دون من أو أذى . و هذه تعالمينا التي تجعل المسلم إنسان بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى .