✒ليس للحياة معنى أو قيمة إذا ما كان الإنسان قابِعاً في غياهب السكون.. أما الإنسان الفعَّال المبادر، يُدرِك قيمة صناعة الحياة، لذلك يسعى لأن يترك بصمته في حياته. وكثير هم البشر الذين مروا على هذه الحياة دون أثر.. ثم ارتحلوا وانتقلوا في الغابرين، لكن كان من بينهم بشر أبت الرحيل إلا بترك الأثر.. فمازالت بصماتهم بارزة ومعالمهم براقة واضحة تُعجِب الناظرين، قد ارتحلوا نعم.. لكن باقية ذكراهم الحسن بين الأحياء. اقول لنفسي ولكم انهضوا ودعوا عنكم أغلال الخمول، وحي على العمل، وضعوا بصمتكم في الحياة، فما هي إلا أنفاس تُعدُّ وتُحصى، لا ندري متى يتوقف لها العدّ والإحصاء، حينئذٍ لن يبقى لنا في الدنيا إلا أثرنا بين الناس. *ومضة: رحم الله مصطفى صادق الرافعي حينما قال كلمته المشهورة: إن لم تزد شيئاً على الحياة، كنت أنت زائداً عليها.. لذا لكل إنسان وجود وأثر.. ووجوده لا يُغني عن أثره.. ولكن أثره يدل على قيمة وجوده.