فتح ملفات الفساد بدأ منذ إعلان هيئة مكافحة الفساد وبدأ المبنى الجاثم في العاصمة الرياض يستقبل آلاف القضايا، ووصل الرقم إلى مرحلة فلكية لا يستطيع أي فريق عمل ملاحقة هذه الملفات مهما كانت مقومات فريق العمل، بل لا يعدّ سراً إذا قلت لكم إن حديثي الودي مع أحد نواب رئيس الهيئة الأستاذ محمد الشريف كشف لي أن عند كل وكيل أكثر من خمسة آلاف قضية ولايزال الحبل على الجرار. كنا نتمنى ترك ثقوب وعيوب سنوات الفساد أيام عز الطفرة لمن باع دينه بعرض من الدنيا، وارتضى ذلك لذمته عندما كانت المسؤولية ملقاة على جهات أخرى ولم تفلح في المعالجة والملاحقة حينها، وتبدأ الهيئة في فتح الملفات منذ بدء إنشائها فقط، أما الماضي فهو حالة متفردة يعدّ النزيه فيها مثل الشعرة البيضاء في رأس شاب يافع. الذي نتمناه أن تحدد الهيئة نقطة البداية لفتح الملفات ولتكن بدءاً من العام الجاري، وأن تبدأ في فتح فروع لها في المناطق الرئيسة من الرجال الذين تبرأ بهم الذمة لا الأصدقاء والمتقاعدين نتاج مرحلة الضياع الذين لن يقدموا العون المنتظر منهم. الشارع السعودي ينتظر من الهيئة كشف قضايا الفساد الكبيرة. قضية واحدة كبيرة يحال صاحبها أياً كان للتحقيق ونسمع عبارة “كف اليد” والفصل والسجن! تُشعر الناس في كل أرجاء الوطن بالارتياح، ملف واحد تضعه الهيئة تحت المجهر يغني عن كل القضايا التي تسلمتها الهيئة منذ تأسيسها.