ربما يستغرب شخص ماء من لوحة في أكبر شوارعنا كتب عليها خياط للفاستين الرجالية ولكن لا يستغرب عندما يرى شاب يمشي بالممشى وقد تقمص فستان بنفسجي من تصميم المصمم العالمي جهن قير خان وفكرة برويز أكبر أم عن القماش فهو من الفلبين وأما الخياط فهو رانو مياه من بنغلاديش ويكتمل المشوار بهذا الشاب فيمر على كشك نوره ويشتري عسكريم بالفراولة وقتها تقترب منه حتى ترى ملامح هذا الشاب لعلك تعرفه أو تتعرف عليه فيصرخ في وجهك أرحب يارجال عليه الملازيم إن تقلط معنا حينها تتفاجئ بأنه صديق العمر صخر بن نجر الصحراوي وتسأله مابك وما الذي غير حالك لقد أصبحت من علامات الساعة ياصديقي ... فيضحك ويقول والله بعنا الذلول والسارحة يا خويي .. ودخلنا سوق العقار حينها لاتنظر إلى كلامه ولكنك تنظر إلى شكله الخارجي فتتهجم عليه وتسأله مالقيت غير هذا الثوب يا صخر ؟ ياصخر لو لبست طيحني لكان أزين لو لبست برمودة لكان استر ...ياصخر لايضحكون عليك أبو هنود أرفع علومك يا رجل...وما أن تنهال عليها بالإرشادات التعليمية إلا وينهال عليك بالسب والشتم ويصرخ وسط الممشى أنا حر وبكيفي... روح هناك ياصربي ...يا بدوي فتنصرف من عند صخر وأنت تردد لاحول ولا قوة إلا بالله ... وتنظر إلى من يمشون حولك تجد أن الأغلبية على شاكلة صخر بن نجر الله يستر عليه...فالنقوش والزخارف تتطغى على ثيابهم .... فتظن من الوهلة الأولى أنها جلا بيات نسائية ... ولكن عندما تركز في الشخص الذي أمامك تجد أن شاربه قد غطى وجهه ... فماذا لو فكر أحدنا بافتتاح مشروع تجاري بأسم خياط للفاستين والجلابيات الرجالية ... إني لمتأكد أنه سيدر عليه المبالغ الطائلة شريطة أن يوفر للزبون الألوان الفاقعة ... وسيضمن المستثمر زبائن مغفلين كثر لايفرقون بين الثوب والفستان .. وبالأصح دعاة الموضة الخنفشارية ولكني متخوف أن تنتشر هذه المحلات فيقل الطلب ويكثر العرض دون رقابة من التجارة ودون عناية من البلدية ولا إشراف من حماية المستهلك فيتضرر المستثمر وينحرف المستهلك في جلابيات وأيدلوجيات الموضة. الصحفي . عمار الشهري