عَديدةٌ هي التساؤلات التي تنبعثُ مِن أفواهِ العراقيين المُكَمّمة .. والأكثرَ مِنها استنتاجات الكُتل البشرية التي تُلَملمُ أشلاءَ بَعضَ مِن أفرادِها حينما يُغازلها سلسبيلَ التفجيرات .. فأثناء اتصالاتي الكثيرة بمُحافظةِ البصرة ( التي هدَّرتُ الكثيرَ مِن شحنِ بطاقاتِ التعبئة لمعرفةِ بعضُ التّفاصيل .. ) فاجأني أحد \" المُسِّنين \" مِن أقاربي .. بإن اللعبةَ مكشوفة جداً وهذا القلق الذي غلّفَ حياة الناس جرّاء التفجيرات الثلاثة .. ما هو إلا عمليةَ \" فتل عضلات \" الشرطة المحلية وقوات الأمن والطواريء .. كي يُثبتوا للناس إن الحكومةَ تعمل لِسلامتِهم .. ( طبعاً بتوجيهٍ مِن الحكومة ) بدليلِ أنهم مسكوا ما يُقارب 7 سياراةٍ مُفَخخة قبل تفجيرها مِن أصل 18 سيارة انفجرت مِنها ثلاثة .. ( فالتزموا يا مَعشرَ الناس جحورَكُم فنسيمُ الموتِ والفوّتِ دونَ صوتْ .. آتٍ .. إننا ها هنا نُضحي بأرواحِنا لأجل البحث عن باقي حلقاتِ المُسلسل \" المُدبلج \" لأن المُخرج أعطى \" أكشن \" البداية ولم يُعطي أمر The end \" .. \" ) وطبعاً سوف تتساءلون لِمَ كُلَ هذا .. ؟ حَسناً ... ! سأردْ ( استَرسلتْ على ضوءِ ما قالهُ لي ذلِك الرَّجل \" المُسِّن \" ) لأن الإستباقية التي تعلّمها أزلامَ الحكومة مِن أسيادِهِم بخلقِ حالةِ الذعر في نفوس الناس ستُمَررُ الكثيرَ مِن خِططٍ باراجماتيةٍ لسيادةِ الشّعب .. وهيَ ... أهم مِن حياةِ الأبرياء .. أهمُ مِن فصلْ التيار الكهربائي ساعاتٍ وساعات ؛ أهمّ مِن أن يَتمكنْ المُسِّن والطفل والعليل أخذَ جُرعةٍ مِن النّوم الذي يحتاجُ إليه كأكثرَ الأشياء؛ أهَمُّ مِن أن يَنفذَ الماء الصالِح للشربِ نتيجةَ الظروف وغلقَِ محال وكلاء بيعه .. أهم مِن أن ما يؤكَل صارَ آيلاً للنفاذ أيضاً بسبب توقفْ حركة السّوق .. أهمُ مِن أن يَكون ما يستنشقهُ الناسَ ما هو إلاّ سُمومَ هواءاً مُلوث .. أهَمُّ مِن طفلٍ \" في بلدِ النفط \" يأنُّ كُلَ ليلهِ بِسَببِ عِلّةٍ غيرُ مُشَخصّة .. \" هذهِ العِلَل صارتْ مُتعددة السلالات وكثيرةُ الإنتشار \" أهمُ مِن شابٍ يُقبَّلُ يدَ الطبيب كي يَحصلَ على جُرعتهِ الكيمياوية .. يُحني رأسهُ ليَحصُلَ على \" أمبولِ الموت \" أهمُ مِن أن تُعطى الأوامر للأطباءِ والمُمرضين بِعدم الإكتراث كثيراً لِحال ال ( .......... ) فقدْ صارتْ مِهنتُهم ذاتَ صلاحيةٍ منتهية .. الأهّمُ مِنْ كُلِ هذا .. هو ( لُعبةُ الديمقراطية ) بينَ جبليَّن لا يلتقيان وإن التقيا سَيحدثُ التَّماس الشَّراري سلبيّ الأقطاب الذي يَنجمَ عَنهُ لا يَنتجَ غيرُ احتراقَ أكبرَ \" شعبٍ \" يُمكِنُ له أن يَحترق .. أفَ لسنا قرأنا خُرافة .................. ( إن الحُّرية َ باهِضة الثمن .. ومَهرُها يُعادِل أكوامٌ مِن جُثَث \" البسطاء \" لا تَنسوا ... والكثيرُ مِنهم دون خطِ البساطة ) وبِكثرةِ التحلّل الكيميائي لرفاةِ البشر .. بُعيدَ سنونٍ عِدّة سيتحول هذا التركيب إلى بترول .. عِلماً أن الدراسات أثبَتْت ( بأنَّ جَسَدَ كلِ إنسانٍ ينتجُ بِترولاً بعد التَّحَلُل بِقيمةِ زجاجةَ ويسكي ؛ تُفتحُ على ( .................. ؟ ) ما أرخصكَ يا إنسانَ بلدي فأنتْ ثَمناً لليلةِ داعِرة \" أجلَّكُم الله \" ويا لِجودةِ تُربتُكَ القادرة على إنتاجِ البترول .. ! انظروا فقط لِما يَحدثْ في كلِِ أرضٍ سخيةِ تحملُ في رحمِها أجنّة ً بترولية .. سَتجدوني على حقّ .. ولا حقَّ فوقَ ما يُحِقَّهُ الواحِد الأحد .. لطفاً .. هذا الحالُ وأحوالُ ما يُقال عَنهم أنهم بشرْ مِن خلق الله .. ليسَ في فيحاء العِراق فقط .... !!!!!!