شكت أكثر من 60 موظفة إدارية في إدارة تعليم البنات في محافظة جدة من إهمال حقوقهن الوظيفية، وعدم تحسين مستوياتهن، ومنحهن مراتبهن اللائي يستحققنها أسوةً بزميلاتهن العاملات تحت ما يعرف ب«بند الأجور»، وتم ترسيمهن وتثبيتهن على وظائف إدارية رسمية، ومنحهن درجات ومراتب وظيفية أعلى منهن على رغم امتلاكهن شهادات تفوقهن دراسةً وخبرة، مؤكدات عزمهن رفع شكواهن إلى أعلى جهة تعليمية ووزارية لاسترداد حقوقهن التي سلبت منهن، على حد وصفهن، طوال كل هذه الأعوام. وأكدت الموظفة الإدارية في قسم إدارة المشرفات داخل إدارة تعليم بنات جدة فوزية الغامدي أنه مضى على خدمتها في حقل التربية والتعليم أكثر من 26عاماً ولم تترق على امتداد هذه الأعوام إلا مرتبتين وظيفيتين، بينما حصل من هن أقل منها مؤهلاً وممن عينّ بعدها بفترات طويلة على عدد من الترقيات والتحسينات الوظيفية، لافتةً إلى أن هذا الأمر يبقى مثار استغراب وتعجب الكثير من العاملات داخل الإدارة. وقالت: «بتنا ونظراً إلى مدى الظلم والإجحاف الذي تعرضنا له طوال كل هذه السنوات، نفكر جدياً ومعنا أكثر من 60 موظفة في تعيين محام قانوني للترافع عن قضيتنا ومعاناتنا لأعلى جهة تعليمية»، مشيرةً إلى أنها سئمت من كثرة الوعود التي أطلقتها الإدارة من دون أن يتحقق من ذلك أي شيء. بدورها، استغربت موظفة إدارية أخرى في «تعليم جدة» الجامعية مها الثبيتي من قرار تعيينها على المرتبة الثالثة على رغم أنها تستحق مرتبة أعلى من تلك التي عينت عليها، وقالت: «لعل من الغريب والمدهش أنه وعلى رغم حصولي على شهادة البكالوريوس إلا أن مرتبتي الوظيفية لم تتغير منذ أربع سنوات، والأدهى والأمر أن موظفات يعملن في نفس القطاع أقل مني درجةً علمية حصلن على الترقيات المتوالية، وتم رفعهن مرتبةً فوق مرتبة من دون أخذ أي اعتبارات لهذا الأمر»، معتبرةً هذا الإجراء ظلماً فادحاً وقتلاً غير مبرر لكل الشهادات العلمية التي حصلت عليها ودفعت سنوات من عمرها حتى تحصل عليها. وشددت على أن المكرمة الملكية الأخيرة القاضية بتحسين مستويات الكثير من الموظفات الإداريات أو حتى المعلمات السعوديات اللائي يعملن تحت بند 105 تم حرماننا منها من دون وجه حق أو مبرر واضح، خصوصاً أن الكثير من الموظفات المحرومات من المكرمة لا يقللن خبرة أو مؤهلاً أو مستوى علمياً عن أولئك اللائي تم تحسين مراتبهن الوظيفية، بل إن الكثير منهن يفقن أولئك بدرجات علمية أفضل وأحسن. من جهتها، هاجمت الموظفة في تعليم جدة منيرة فهد فئة الرجال العاملين في إدارة «تعليم جدة» متهمةً إياهم بأن همهم الأول الحصول على الترقيات، والتحسينات الوظيفية لمصلحة أنفسهم، من دون النظر أو التفكير في المرأة، «في تهميش وتجاهل واضح تعاني منه العاملات في إدارة التعليم منذ فترة ليست بالقصيرة». وقالت : «بعد ذلك كله يأتي في المرتبة الثانية موظفات الواسطة، فهن الأوفر حظاً والأقرب لنيل الترقيات والتحسينات من دون النظر إلى أي درجة علمية، أو خبرة عملية، في أمر أثقل كاهلنا، وأجهض فرص تفوقنا وتقدمنا في أدائنا الوظيفي». وذهبت فهد إلى أن غالبية الموظفات غير الرسميات اللائي عيّن من قبل على بند الأجور تمت ترقيتهن إلى مراتب عليا، جيء بهن أساساً على بنود غير رسمية ونظراً إلى الحاجة الملحة آنذاك تم توظيفهن من دون النظر لمؤهلاتهن العلمية أو خبراتهن العملية في حقل التعليم، «ولم نفاجأ بعد ذلك إلا بسيل الواسطات ينهمر بشدة حتى إن بعضهن وصل لمراتب وظيفية لم تكن تحلم بها أصلاً».