دق مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي ناقوس الخطر وأطلق تحذيرات قوية، عبر أحدث تقرير أصدره البنك الدولي وتوقع فيه حدوث كوارث طبيعية في المنطقة العربية خلال السنوات المقبلة سببها فيضانات وسيول. وحذر البنك في التقرير الذي حمل عنوان التكيّف مع مناخ متغير في العالم العربي، من ارتفاع متوقع في درجات الحرارة ومستوى البحار في المنطقة، مشيراً إلى أن الأثر المرتقب لتغيّر المناخ سيكون حاداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خصوصاً، ما يقتضي تحركاً فورياً لتجنب عواقب محتملة ناجمة عن تفاقم ندرة المياه وتفاقم مشاكل الأمن الغذائي. وأعلنت نائب رئيس البنك الدولي لشؤون التنمية المستدامة راشيل كايت أن «أوجه الضعف في مواجهة تغير المناخ تستلزم تضافر الجهود على مستويات عدة، والقيادة السياسية الآن ستكون حيوية في تحويل تغير المناخ أولوية وطنية وإقليمية». وأشار مدير التنمية المستدامة لمنطقة الشرق الأوسط في البنك جنيد أحمد إلى أن «التوقعات تشير إلى أن ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة قد يبلغ 3 درجات مئوية، تزيد خلال الليل، كما سيتأثر المغرب بموجات جفاف وارتفاع في درجات الحرارة، وستواجه بعض مناطق اليمن جفافاً بينما ستشهد مناطق أخرى فيضانات، وقد تغرق جدة مرتين بالسيول»، بحلول عام 2050. ولفت أحمد إلى أن «منسوب البحر في الإسكندرية في هذا التاريخ سيرتفع إلى نصف متر ويؤدي إلى غرق نصف المدينة وتشريد 1.5 مليون شخص وستبلغ الخسائر 32 بليون دولار. وتُظهر تحليلات البنك أن مدناً عدة في منطقة الخليج ستتأثر بانعكاسات التغير المناخي، إذ ستشهد جدة سيولاً وقد تغرق مدن أخرى بسبب هطول أمطار مفاجئة»، موضحين أن التحليلات استندت إلى الإسكندريةوجدة والرياض. وشدّدا على أن «تحديات هائلة تواجه اليمن وتونس، إذ سيخسر المزارعون في تونس ملايين الدولارات في السنوات المقبلة، وقد يتأثر قطاع السياحة العربي في شكل كبير». وأظهر التقرير أن «الأخطار المناخية الجديدة ستبرز بوتيرة أسرع»، محذراً من أن الجهود التي بذلت خلال العقود الماضية للحد من الفقر قد تتلاشى. وفي نداء لافت حذر وزير البيئة اليمني عبدالسلام رزاز من «كارثة قد تقع في حال لم نواجه مشكلة التغير المناخي عبر برنامج سريع، كما أن المياه في اليمن شحيحة في شكل مخيف وهناك زحف صحراوي والغطاء النباتي يتقلص». وأوضح التقرير أن 50 مليون شخص «تأثروا خلال السنوات ال30 الماضية بالكوارث الناجمة عن تغير المناخ في العالم العربي، وتكبدت المنطقة خسائر مباشرة بلغت 21 بليون دولار، بينما بلغت الخسائر غير المباشرة أضعاف ذلك». ورأت نائب رئيس البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا إنغر أندرسن أن «تغير المناخ مسألة حقيقية في المنطقة، فهي تؤثر في الجميع لاسيما الفقراء الذين هم أقل قدرة على التكيف مع التغيرات». ودعا التقرير إلى إدراج التكيف مع تغير المناخ في كل السياسات والإجراءات الوطنية للتيقن من مرونتها إزاء تغير المناخ، محذراً من أن «المناخ الأشد حدة يهدد موارد العيش في المنطقة وقد يؤثر سلباً في عائدات السياحة والزراعة التي تبلغ 50 بليون دولار سنوياً، ويضع سكان الريف الذين يشكلون نحو نصف سكان المنطقة تحت ضغوط متزايدة».